"عن العاج والجسد": ماذا لو كانت التماثيل مسوخاً لبشر؟

23 نوفمبر 2015
(مارلين مونتيرو فرايتاس في مشهد من العرض)
+ الخط -

عن شيء بلا حياة يتحدّى الموت والغياب وكل مقتضيات أن يكون شيئاً مرئياً ومعرضاً للآخرين، هي فكرة عرض الليلة وغداً على مسرح "دوار الشمس" في بيروت بعنوان "عن العاج والجسد – التماثيل أيضاً تتكلم".

العرض، الذي يأتي ضمن تظاهرة "أشغال داخلية" التي يختتم غداً، تقدّمه فرقة الفنانة الأدائية البرتغالية مارلين مونتيرو فرايتاس، التي لديها اهتمام خاص بما يعرف بحركة "التهجين" في الفن المعاصر، وهي حركة تركّز على دمج وسائل الإعلام في أشكال جديدة من التعبير الفني، وتجاوز الحدود الفاصلة بين الفن والبحث العلمي والثقافة الشعبية والنشاط السياسي والاجتماعي.

في عرض الليلة، تشتغل فرايتاس على المسوخ التي تقابل من خلالها كل ما هو هجين، بالنسبة إلى التماثيل فهي مجاز عن السكون، واستخدمت فكرة التحجّر للتعامل مع التماثيل كمسوخ محتملة لبشر تم تحويلهم (مسخهم) إلى تماثيل. تقوم الفنانة بدعوة التماثيل إلى حفل راقص، وهنا تتيح لهم فعل الحركة.


تستعين الفنانة البرتغالية بفكرة موجودة في التراث الديني والميثولوجي والحكايات الخرافية، المليء بروايات عن بشر يتم مسخهم إلى حجارة أو تماثيل، وتسأل ماذا لو كانت التماثيل التي بيينا هي لبشر في الأساس تم تحويلهم إلى حجارة؟

ليس هناك رسالة محددة تريد أن تقولها فرايتاس، فهي لا تميل إلى العمل على رسالة بعينها، والأمر معروف عنها من خلال طبيعة أعمالها السابقة التي أصبحت علامة في منطقة العروض الأدائية في الفن المعاصر.

لهذا، يمكن التعامل مع العرض باعتباره مجموعة من الصور والشخصيات والحالات التي تنسجم أحياناً وتتناقض أحياناً، والتي تتيح للجمهور أن يدمج معها تصوراته وحركته بسبب دوافع مختلفة؛ تبدأ بالحساسية ولا تنتهي عند الخوف أو الرغبة والانفعالات.

العارضون في "عن العاج والجسد - التماثيل أيضاً تتألم" متنكّرون تحت مكياج ثقيل، والذي يعتبر جزءاً من الأساليب التي استخدمت لحماية جسد "التماثيل"، بالتعاون مع الضوء والحركة والأزياء والموسيقى؛ عناصر تقلّل من فكرة أنها تماثيل معرّضة إلى الرؤية طيلة الوقت، وأنها "مرئية"، بل إن هناك جزءاً معتبراً مخفياً منها.


اقرأ أيضاً: ربيع مروة عبور عكسي إلى ميونخ 72

دلالات
المساهمون