اختارت الفرقة السيمفونية في "أوبرا لبنان"، ثالث أيام عيد الفطر، ليكون موعداً لإطلاق أوَّل أوبرا باللغة العربيَّة. الأوبرا التاريخيَّة "عنتر وعبلة"، التي استغرق التحضيرُ لها شهوراً طويلة، بدءاً من النص الذي صاغه الكاتب، أنطوان معلوف، والذي نَسج النص انطلاقاً من أشعار عنترة بن شداد. ويقود الأوركسترا المؤلف الموسيقي والمايسترو، مارون الراعي، بمتابعة المخرجَيْن ميرانا نعيمي وجوزيف ساسين، وبالتعاون مع الفنان، غسان صليبا، الذي يؤدي دور "عنتر" في بطولة هذا العمل، وبمشاركة المغنية، "السوبرانو"، لارا جوخدار، التي تلعب دور "عبلة". ويضم العمل أيضاً 80 ممثلاً، و20 طفلاً، و40 موسيقياً، ليكون أحد أضخم الإنتاجات العربية في مجال المسرح والموسيقى.
وفي حوار خاص لـ "العربي الجديد"، مع المايسترو، مارون الراعي، أجاب عن استفسارنا حول سبب اختيار قصة "عنتر وعبلة"، لتكون أوّل أوبرا باللغة العربية، وعن الكيفيّة التي تم المزج فيها بين أشعار عنترة العربية، مع نمط الأوبرا الغربي، قال: "إن الأوبرا تمثّل حضارات الشعوب، ومن غير الممكن التعامل مع الأوبرا على أنها شكل فنّي يمثل أوروبا فقط، فهي نشأت بإيطاليا، وتعدّلت لتلائم اللغة والثقافة الألمانيّة، ومن ثم باقي الشعوب. فاختراع الأوبرا، مثل اختراع الكهرباء أو كرة القدم. فكرة القدم، مثلاً، تنتشر اليوم في كل العالم، وليست حكراً على البريطانيين، وكذلك الأوبرا. وعلى العرب، أن يعملوا بشكل جدي لإيجاد الأوبرا الخاصة فيهم، من لغة وموسيقى، لأن الأوبرا من شأنها أن تقدم العرب بصورة حضارية وثقافية وفنية، أكثر من أي شكل فني آخر". وعادةً ما تكون العروض الأوبراليّة التي تستند إلى القصص التاريخية، محملة بالإسقاطات على الواقع المعاصر، السياسي والإنساني، إلا أن عرض "عنتر وعبلة"، كما أكد الراعي، لم يهتم بهذه الإسقاطات. فالاهتمام منصبُّ على الناحية الفنية فقط، وإن كان ثمّةَ فكرٌ ما، يُبتغى نشره من وراء العرض، فهو التركيز على القيم الإنسانية التي يحملها العالم العربي. فالعرض يحمل رسالة للعالم، تؤكّد على أنّ العرب عرفوا كل القيم الإنسانيّة وعاشوها منذ القدم، والعلاقة بين الرجل والمرأة ليست كما يتصورها الغرب، بأنّها قائمة على الاستعباد، "فالعرب عرفوا الحب، ولدينا قصص حب أهم بكثير من قصة روميو وجولييت، وعلينا تكريسها في حضارتنا وفنوننا، لمحاربة النظرة النمطيّة التي تسود اليوم في العالم، والتي تربط العرب بالتخلف أو الإرهاب".
ويؤكّد الراعي، أيضاً، أن العرض يهتمّ بنشر اللغة العربيّة، ولذلك اعتمد الفريقُ على اللغة العربية الفصحى في كلّ تفاصيل العرض، لأن اللغة العربيّة الشعريّة هي من أهمّ مكوّنات العرب الثقافية، وغناء اللغة العربية من شأنه أن يحفظها، أكثر من تدريسها برأي الراعي.
وبحسب كلامه أيضاً، فإن إنتاج أوبرا كاملة باللغة العربية، يُعتبَر نقطة تحول هامة في مسار الفن العربي، وهي ليست من اختراعه الشخصي، بل هي نتيجة لتضافر جهود الفنانون العرب على مدار ما يقارب 160 سنة.
أما بالنسبة للأوبرا التي كانت تقدم سابقاً في الوطن العربي، فيرى الراعي، أن مشكلتها كانت تتمثل بفقدانها للأصالة، "حيث أنك تشعر وكأن الأوروبيين هم من أنتجوها، فالأوبرا في الماضي كانت تابعة وغير متفاعلة. بينما ما يميز أوبرا "عنتر وعبلة"، هو قدرتها على التفاعل بين شكل الأوبرا العالمي، والموسيقى والثقافة العربية".
اقــرأ أيضاً
أما عن مخطط الفرقة، وعن العروض التي ستحييها، أكّد الراعي بأن العروض المقررة حتى اللحظة، هي فقط، العرضان على مسرح "كازينو لبنان". إلا أن هدف الفرقة هو نشر العرض بكل المسارح والصالات القادرة على احتضانه في الوطن العربي وخارجه، ولن يرفض فريق العمل أي دعوى لتقديم العرض. ومن المسارح التي يرغب الراعي بشكل شخصي أن يعرض عرضه عليها، دار الأوبرا في سلطنة عمان لأنها الأفضل من حيث التجهيزات والإمكانات في الوطن العربي، وكذلك أوبرا القاهرة لأنها الأقدم في العالم العربي.
وفي حوار خاص لـ "العربي الجديد"، مع المايسترو، مارون الراعي، أجاب عن استفسارنا حول سبب اختيار قصة "عنتر وعبلة"، لتكون أوّل أوبرا باللغة العربية، وعن الكيفيّة التي تم المزج فيها بين أشعار عنترة العربية، مع نمط الأوبرا الغربي، قال: "إن الأوبرا تمثّل حضارات الشعوب، ومن غير الممكن التعامل مع الأوبرا على أنها شكل فنّي يمثل أوروبا فقط، فهي نشأت بإيطاليا، وتعدّلت لتلائم اللغة والثقافة الألمانيّة، ومن ثم باقي الشعوب. فاختراع الأوبرا، مثل اختراع الكهرباء أو كرة القدم. فكرة القدم، مثلاً، تنتشر اليوم في كل العالم، وليست حكراً على البريطانيين، وكذلك الأوبرا. وعلى العرب، أن يعملوا بشكل جدي لإيجاد الأوبرا الخاصة فيهم، من لغة وموسيقى، لأن الأوبرا من شأنها أن تقدم العرب بصورة حضارية وثقافية وفنية، أكثر من أي شكل فني آخر". وعادةً ما تكون العروض الأوبراليّة التي تستند إلى القصص التاريخية، محملة بالإسقاطات على الواقع المعاصر، السياسي والإنساني، إلا أن عرض "عنتر وعبلة"، كما أكد الراعي، لم يهتم بهذه الإسقاطات. فالاهتمام منصبُّ على الناحية الفنية فقط، وإن كان ثمّةَ فكرٌ ما، يُبتغى نشره من وراء العرض، فهو التركيز على القيم الإنسانية التي يحملها العالم العربي. فالعرض يحمل رسالة للعالم، تؤكّد على أنّ العرب عرفوا كل القيم الإنسانيّة وعاشوها منذ القدم، والعلاقة بين الرجل والمرأة ليست كما يتصورها الغرب، بأنّها قائمة على الاستعباد، "فالعرب عرفوا الحب، ولدينا قصص حب أهم بكثير من قصة روميو وجولييت، وعلينا تكريسها في حضارتنا وفنوننا، لمحاربة النظرة النمطيّة التي تسود اليوم في العالم، والتي تربط العرب بالتخلف أو الإرهاب".
ويؤكّد الراعي، أيضاً، أن العرض يهتمّ بنشر اللغة العربيّة، ولذلك اعتمد الفريقُ على اللغة العربية الفصحى في كلّ تفاصيل العرض، لأن اللغة العربيّة الشعريّة هي من أهمّ مكوّنات العرب الثقافية، وغناء اللغة العربية من شأنه أن يحفظها، أكثر من تدريسها برأي الراعي.
وبحسب كلامه أيضاً، فإن إنتاج أوبرا كاملة باللغة العربية، يُعتبَر نقطة تحول هامة في مسار الفن العربي، وهي ليست من اختراعه الشخصي، بل هي نتيجة لتضافر جهود الفنانون العرب على مدار ما يقارب 160 سنة.
أما بالنسبة للأوبرا التي كانت تقدم سابقاً في الوطن العربي، فيرى الراعي، أن مشكلتها كانت تتمثل بفقدانها للأصالة، "حيث أنك تشعر وكأن الأوروبيين هم من أنتجوها، فالأوبرا في الماضي كانت تابعة وغير متفاعلة. بينما ما يميز أوبرا "عنتر وعبلة"، هو قدرتها على التفاعل بين شكل الأوبرا العالمي، والموسيقى والثقافة العربية".
أما عن مخطط الفرقة، وعن العروض التي ستحييها، أكّد الراعي بأن العروض المقررة حتى اللحظة، هي فقط، العرضان على مسرح "كازينو لبنان". إلا أن هدف الفرقة هو نشر العرض بكل المسارح والصالات القادرة على احتضانه في الوطن العربي وخارجه، ولن يرفض فريق العمل أي دعوى لتقديم العرض. ومن المسارح التي يرغب الراعي بشكل شخصي أن يعرض عرضه عليها، دار الأوبرا في سلطنة عمان لأنها الأفضل من حيث التجهيزات والإمكانات في الوطن العربي، وكذلك أوبرا القاهرة لأنها الأقدم في العالم العربي.