"عصر كارافاجيو": رواية كتبها الأب البعيد للواقعية

02 سبتمبر 2020
لوحة لـ كارافاجيو
+ الخط -

بهدوء، عادت المعارض والفعاليات الثقافية في إيطاليا بعد أن هزّت جائحة كوفيد-19 البلاد طوال شهور. ومن بين أبرز المتاحف التي أعيدت لها الحياة "متحف كابيتوليني"، الذي يقترح حتى 13 من أيلول/ سبتمبر الجاري، معرضاً بعنوان "عصر كارفاجيو" حيث تجري إضاءة ملامح من القرن السادس عشر من خلال لوحات الفنان الإيطالي (1571 – 1610) الذي يعتبر الأب البعيد لحضور الواقع في اللوحة.

تقوم المجموعة المعروضة على مقتنيات شخصية جمعها روبيرتو دي لونغي، وهو ما يمنح المعرض بعداً جديداً على خلفية أن ما يقدّمه ليست اللوحات المعروفة في المتاحف، وإن كان بعضها قد عرف من خلال الكاتالوغات التي خصّصت لأعمال الفنان التشكيلي الإيطالي.

تحمل بعض اللوحات معلومات عن الشخصيات التي تظهر فيها، وأيضاً لبعض الأماكن التي تظهر في الخلفيات، من مدينتي روما وميلانو أساساً. تعتبر أعمال كارافاجيو وثائق عن هذه المدن في القرن السادس، فبعض المعالم التي ظهرت في لوحاته قد اختفت، وأخرى قد تغيّرت تماماً بفعل الترميم وظهور تيارات معمارية جديدة. 

انتمى كارافاجيو إلى الباروك كمنحى عام، وقد اعتبر صاحب نزعة سوداوية تضفي على كل الأحداث التي يتناولها مسحة درامية حيث تعبّر الملامح عن حكايات ضمنية، حتى أن بعض مؤرّخي الفن اعتبروا أنه يمكن النظر إلى مجموع أعمال كارافاجيو كرواية كبيرة باعتبار حضور كل عناصر الرواية فيها من شخصيات وتوتّر درامي وفضاءات وإشارات للزمن.

بقي كارافاجيو مثل معظم فناني عصر في ظل الأسماء الكبرى لعصر النهضة، حتى أن الاسم الذي عُرف به، كارافاجيو، ليس اسمه الحقيقي، وقد ناله كي لا يحدث خلط مع سميّه ميكال أنجيلو، فنان عصر النهضة المعروف.

حتى العصور الحديثة، أي منذ منتصف القرن التاسع عشر، بقي كارافجيو في الظل حتى جعلت منه المدرسة الواقعية رافدها، ثم جرت العودة إلى أعماله لفهم أبعاد نظرية كثيرة قامت عليها رؤاهم ومنظوراتها، ناهيك عن حضوره في كثير من الأعمال السينمائية، وهو ما يعترف به كل من المخرج الإيطالي بيير باولو بازوليني والأميركي مارتن سكورسيزي.

المساهمون