"عبيدات الرما": تراث يمزج الشعر بالفرجة

13 سبتمبر 2018
(من عروض "عبيدات الرما"
+ الخط -

يعرف المغرب تنوّعاً كبيراً في الفنون الشعبية، لا سيما الفرجوية منها، ومن أعرق الفنون التراثية التي تجمع الغناء والرقص والشعر والفرجة فن "عبيدات الرما"، حيث تعني كلمة الرما الرماة، أي الفرسان الذين يقومون بالرماية، بينما تعني "عبيدات الرما" خدّامهم.

تقول الروايات الشعبية إن الخدم كانوا ينتظرون عودة الرماة من معاركهم أو رحلات القنص التي يخرجون فيها للاحتفال بعودتهم بالشعر والرقص والغناء. لذلك، كان الشعر الملقى غالباً ما يكون في مديح الرماة العائدين وذمّ أعدائهم، وقد أصبح هؤلاء لاحقاً يرافقون الفرسان في غزواتهم والسادة في رحلاتهم ويمارسون هذا التقليد الذي أُضيفت عليه مع الوقت فنون الفرجة وتمثيل القصص الشعبية وأشعار الغزل وغيرها.

أمّا عن ظهور هذا الفن، فهناك من يُرجعه إلى القرن السادس عشر الميلادي وهناك من يرجعه إلى القرن الحادي عشر ميلادي.

ويحتضن المغرب تظاهرة سنوية تحاول استعادة هذا الفن وإحيائه؛ هي "المهرجان الوطني لفن عبيدات الرما"، والذي انطلقته دورته الثامنة عشرة اليوم وتتواصل حتى 16 من الشهر الجاري في عدّة مدن مغربية هي خريبكة ووادي زم وأبي الجعد.

يشارك في برنامج التظاهرة أكثر من ثلاثين فرقة تمثل مدناً مغربية مختلفة، وتتنوّع فعالياتها بين العروض والندوات؛ حيث تضم ندوة تحت عنوان "عبيدات الرما: تراث فنّي غنائي من المحلّي إلى الوطني".

كما تطلق الدورة أيضاً كتاباً بعنوان "عبيدات الرما في المغرب بين الفني والجمالي"، يوثّق لهذا الفن، ويضم عدداً من الدراسات التي تناولته وقُدّمت خلال الدورات السابقة للمهرجان، بهدف "الحفاظ على تاريخ هذا التراث، وربط هذه التظاهرة الفنية الحضارية بالبحث الجامعي والأكاديمي، من خلال توفير مادة علمية وبحثية رصينة من شأنها تغذية شغف واهتمام الباحثين والدارسين، وتصير مادته موضوعاً للتداول المعرفي"، وفقاً للقائمين على المهرجان.

من الفرق والمجموعات المشاركة: "مجموعة لشهب"، وأولاد عياد"، و"عبيدات الرما أولاد تساوت"، و"فرقة الزلاقة"، و"الصيادة الشرقي" و"حميد السرغيني"، و"الزعامة بني بتاو" وغيرها. كما تتضمّن التظاهرة عروضاً مسرحية من بينها: "وليدات الرما" من تأليف وإخراج عبد الواحد الموادين.

المساهمون