"ظلال على النافذة" لغائب طعمة فرمان.. طبعة جديدة

11 اغسطس 2019
غائب طعمة فرمان
+ الخط -

في روايته "ظلال على النافذة" خاض الكاتب العراقي غائب طعمة فرمان (1927-1990)، محاولة لفهم تحولات بغداد بعد عام 1963. صدرت هذه الرواية أول مرة عام 1979 عن دار "الآداب" ولم تعد متوفرة في المكتبات منذ عقود، لكن دار "المدى" أعادت مؤخراً طبعها من جديد.

العمل إلى جانب روايات فرمان الأخرى، يعد تتبعاً لتاريخ العراق الاجتماعي والسياسي، ذلك الطريق الذي اختار الكاتب أن يخوضه في تجربة السرد، مدفوعاً بحب المكان الأول الذي أقصي عنه منفياً، فشكّل الاغتراب دافعاً آخر لمحاولة استرجاع العراق من خلال كتابة تاريخه عبر الحكايات.

عن ذلك قال مرة "إذا كان التأريخ هو الكتابة عن نشاط الإنسان، ورسم صورته في مرحلة من المراحل، فإنَّ العمل الروائي وثيقة إنسانية صادقة للحظات الإنسانية، تساعد المؤرخ كثيراً على رسم صورة للإنسان الذي يدرسه ضمن الإطار الزمني".

ولد طعمة في المحلة ببغداد، وسافر إلى مصر لتلقي العلاج وهو مراهق بسبب مرض الدرن، ومكث هناك للدراسة وسرعان ما أصبح جزءاً من الوسط الثقافي فيها.

بسبب نشاطه السياسي اليساري أسقطت عنه الجنسية العراقية، فسافر إلى الاتحاد السوفييتي، حيث قضى حياته فكتب وتزوج وعاش إلى أن رحل في موسكو.

في عقود المنفى هذه كانت الكتابة وسيلته في العودة إلى بغداد، والتجول بين شوارعها ووصف أحيائها وتقلباتها وناسها، بل إنها طريقته للالتفات إلى العراق الذي أجبر على مغادرته ولم يعد إليه قط.

كتب عبد الرحمن منيف عن غائب قائلاً "لا أعتقد أن كاتباً عراقياً كتب عن بغداد كما كتب غائب، كتب عنها من الداخل في جميع الفصول وفي كل الأوقات، وربما إذا أردنا أن نعود للتعرف على أواخر الأربعينات والخمسينات لابد أن نعود إلى ما كتبه غائب".

من أعمال طعمة الأخرى "حصاد الرحى" (1954)، "مولود آخر" (1959)، "النخلة والجيران" (1966)، و"خمسة أصوات" (1967)، و"المخاض" (1973)، و"القربان" (1975)، و"آلام السيد معروف" (1980)، و"المرتجى والمؤجل" (1986)، و"المركب" (1989).

المساهمون