خلال الشهرين الماضيْن، استضافت عدّة غاليريهات في مصر فعاليات بعد إغلاقها منذ تفشّي فيروس "كوفيد – 19"، في معظمها كانت معارض فنية جماعية أو لمجموعة مقتنياتها الدائمة، حيث لا تزال أسواق الفن راكدة في العالم، والعديد من المؤسسات العاملة في هذا القطاع مهدّدة بالانهيار.
"صيف نوت 2" عنوان المعرض الذي افتتح في "غاليري نوت" بالقاهرة في الثالث والعشرين من الشهر الماضي، ويتواصل حتى نهاية الشهر الجاري، بمشاركة أحد عشر فناناً وأكاديمياً ينتمون إلى أجيال مختلفة، وهو ثاني معرض صيفي قبل انطلاق الموسم الجديد.
تحضر أعمال محمد المسلماني التي تدور حول الدمى التي يلعب بها الأطفال ضمن مشاهد متعّددة استوحاها من الواقع، في تجربة مغايرة للبورتريهات التي تغلب على رسوماته المستمدة من الحياة اليومية في الريف والمدينة بمصر، ويقدّمها في تكوينات درامية مستخدماً الألوان المائية والأحبار وغيرهما.
أما محمد عبد الهادي، فيقدّم في مشروعه "مرسم" يوميات تشكيلي مصري، إذ تُعد الأعمال بمثابة سيرة ذاتية تحاكي واقع أحداث مرّ بها الفنان في حياته الخاصة، كما تجسد أحلامه وهمومه، وربما تشبه حياة أناس آخرين.
تشكّل حركة الناس ثيمة أساسية في لوحات سيد عبد المقصود، مركّزاً على واقع القرية المصرية حيث الحقول التي يعمل فيها الفلاحون طوال النهار، كما يتتبع بقية تفاصيل حياتهم في زياراتهم وسهراتهم الليلية ونمط عيشهم في الجد واللهو.
وتذهب عزة فخري إلى أجواء مشابهة لكنها تصوّر البيوت والمباني في القرى، وتبرز واجهاتها الطينية، وتفاعل الإنسان مع مكانه في حياة تنحو نحو البساطة، وتأتي امتداداً لأعمال سابقة تتناول مدينة السويس حيث رسمت المراكب التي تعمل في الصيد والتجارة ومشاهد البحر.
من جهتها، تُبرز رغدة أحمد تباينات الظل والنور في لوحتها، مهتمة بتقديم تفاصيل الوجوه التي ترسمها، وكذلك بحركة الأجساد وديناميكيتها في سرد بصري يظهر حيويتها وحضورها في المكان، بينما تهتمّ ريهام ماهر بالمرأة النوبية التي تتناولها بأسلوب يمزج التجريد والتشخيص معاً.
ويقدّم عماد عزت مجموعة منحوتات تصوّر عناصر إنسانية وحيوانية تنزع نحو التجريد وتدور حول مواضيع مستقاة من الميثولوجيا المصرية، كما يجسد الفنان جرجس منصور مزيجاً بين الأسطورة والواقع من خلال كائناته الخرافية التي تنتمي إلى عصور سحيقة برفقة كائنات أخرى من الحياة البرية الحالية، ضمن أجواء صاخبة ومليئة بالحركة.