"صوت الشعب"... يعود للبث في غزة

11 نوفمبر 2014
لن تتراجع الإذاعة عن أهدافها (عبدالحكيم أبو رياش\العربي الجديد)
+ الخط -

عادت إذاعة "صوت الشعب" من غزة، للبث مجدداً بعد تدمير مقرها ومعدّاتها بشكل كامل بقصف برج الباشا، في آخر يوم من أيام العدوان الاسرائيلي الأخير على القطاع، ما غيبها قصراً عن جمهورها مدة زادت عن الشهرين.

"الروح الثورية" التي صبغت أثير الإذاعة الداعمة للمقاومة أظهرت أن الحرب على غزة استهدفت الكل الفلسطيني دون الاقتصار على لون بذاته، ما أثار غضب الاحتلال في بداية العدوان، فقام باستهداف الاذاعة في السادس عشر من يوليو/تموز وألحق بها أضراراً كبيرة، وعاود قصف البرج، الذي يضم عدداً كبيراً من المؤسسات الإعلامية والخيرية، في نهاية الحرب وتدميره بشكل تام.

وواجه طاقم الإذاعة صعوبات كبيرة في توفير الأجهزة واللوازم التي تعينها على العودة إلى البث بفعل الحصار الاسرائيلي وإغلاق المعابر وصعوبة إدخال المُعدات، ما دفعهم إلى إصلاح عدد من الأجهزة القديمة والمعطلة بفعل الحروق والصواعق، بعد تمكنه من الحصول على قطع الغيار اللازمة بطرق صعبة للغاية.

وبدت ملامح الإصرار والتحدي واضحة على وجوه المذيعين والعاملين في الاذاعة التي واصلت عملها خلال الحرب في أسوأ الظروف، ولسان حالهم يقول: "سنواصل عملنا بهذه المعدات البسيطة والمكاتب المتواضعة من أجل تحقيق أهدافنا وإيصال رسالتنا".

 ويقول مدير الإذاعة ذو الفقار سويرجو، إنّ صوت الشعب استعاد عافيته بإمكانات متواضعة بعد استهداف الاحتلال الاسرائيلي لمقرها في اليوم الخمسين للحرب، لافتاً الى أنها ستظل داعمة للمقاومة الفلسطينية ولتوجهات الشعب الفلسطيني.

وعن صوت الشعب، يقول سويرجو لـ"العربي الجديد": "إذاعة الشعب وطنية، ديمقراطية وتقدمية تهدف الى تقديم المعرفة للجمهور، مستندة إلى الصدقية والحياد مع الانحياز الكامل لمصالح الشعب الفلسطيني بناء على سياسة رسمتها الاذاعة منذ اللحظة الأولى لتأسيسها عام 2006".

وعملت الإذاعة التي تموّلها الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، طيلة أيام الحرب وكانت داعمة للمقاومة الفلسطينية بأشكالها كافة، ما استفز الاحتلال الاسرائيلي الذي قام بإيصال عدد من الرسائل والتهديدات للإذاعة، إضافة إلى استهداف مقرّها بعدد من صواريخ طائرات الاستطلاع، واستهداف معداتها الخاصة، وانتهى الأمر بقصف البرج المكون من خمسة عشر طابقاً وتدميره بشكل كامل.

ويوضح سويرجو أن دعم إذاعة صوت الشعب للمقاومة الفلسطينية أعطى بعداً وطنياً للمعركة التي أرادت إسرائيل أن توضح للعالم أنها معركة ضد فصائل اسلامية بعينها، ما أثار غضب عدد من القيادات الاقليمية والإسرائيلية، مبيّناً أنّ أبناء الشعب الفلسطيني بكافة أطيافهم كانوا عرضة للخطر وللإجرام الاسرائيلي خلال فترة الحرب.

وفي ما يتعلق باللحظات الأولى لقصف مقر الإذاعة، يقول: "لم نكن بحاجة الى قرار للبدء في التحضير للعمل مجدداً، فقد حَرص مجلس الادارة منذ تأسيس الاذاعة على أن تكون لها بصْمتها الخاصة"، مضيفاً أن الصوت الذي يمثل نبض الشارع الفلسطيني لا يموت.

ويتابع: "بعد تجهيز الكوابل والأنتينات والأجهزة والمعدّات، واستئجار مكان جديد للإذاعة قريب من مقرها القديم، بدأنا بالبث التجريبي وسيشهد الأسبوع عودة بث الاذاعة بشكل مباشر، إضافة الى انطلاق البث على صفحات الانترنت".

ويبيّن سويرجو أن عدداً من ممثلي الفصائل الفلسطينية قاموا بزيارة مقر الإذاعة فور عودة بثها، إضافة إلى اتصال عدد من المتابعين حول العالم للتهنئة والتشجيع وتقديم الدعم المعنوي واللوجستي لها، مضيفاً: "الجمهور سعيد بإذاعة تساهم في تلوين الهواء الفلسطيني".

ويختتم سويرجو حديثه بالتأكيد على أن الاذاعة لن تتراجع عن أهدافها الأساسية والتي تدعم كل أشكال المواجهة مع الاحتلال الاسرائيلي حتى تحرير الأرض والإنسان وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، وقال: "ستعود الإذاعة للعمل حتى وإن دُمِرَت عشرات المرات".

المساهمون