تقيم "مؤسسة عبد الحميد شومان" عند السادسة والنصف من مساء اليوم الإثنين حفل إشهار كتابه الجديد "شيخ الكار: السلطة والسوق والناس في دمشق العثمانية" (2018) الصادر عن "دار جامعة حمد بن خليفة للنشر"، يقدم خلاله كلّ من الأكاديمييْن سالم ساري وغالب عربيات قراءة نقدية في الكتاب.
في حديثه لـ"العربي الجديد"، يشير مبيضين إلى أن "نشوء نقابات الحرف والمهن بدأ في العصر العباسي وأدار كلّ شيخ كار شؤون مهنته، ولكنه أخذ شكلاً جديداً أيام العثمانيين الذين نصبّوا شيخ مشايخ أهل الكارات وتولّى في الوقت نفسه نقابة الأشراف، ليتمّ الجمع بين المكانتيْن الدينية والاجتماعية".
وبالعودة إلى المراجع التاريخية، يوضّح أنه و"منذ القرن الثامن عشر تغلغلت المتصوّفة في الحرف حيث دعا علماؤهم إلى وقف حياة الزهد والدخول في التجارة، فأصبح شيخ الطرق الصوفية نقيباً للأشراف وشيخ مشايخ أهل الكارات ما جعله أهم من الوالي الذي لم يعد يستطيع تنفيذ أمر من دون الرجوع إليه".
ويرى صاحب كتاب "فكرة التاريخ عند العرب في العصر العثماني" أن "هذا القرن شهد أهم الحركات المحلية التي حقّقت استقلالاً ذاتياً عن الدولة العثمانية، كما في حكم الظاهر عمرو في فلسطين والشهابيين في لبنان وآل الجليلي في الموصل ومحمد علي باشا في مصر والباي في تونس والداي في الجزائر، وأن هذه الحواضن الاجتماعية هي التي أنتجت عصر النهضة لا كما يربطها معظم الباحثين بحملة نابليون".
يلفت مبيضين أن "تطوّر المدينة العربية في تلك الفترة أسهم فيه تعزيز قوة شيوخ الكار الذين فرضوا علاقة ندية مع الولاة الأغراب، وظهور علماء ينتقدون الأوضاع العامة ودعوة الفقهاء أهل الريف إلى الهجرة للمدن للتخلّص من سلطة الإقطاع، ومنها فتوى عبد الغني النابلسي "تخيير العباد في سكنى البلاد" التي يقول فيها إن الفلاحين يثابون على هجرتهم حتى لا يستبد بهم القاسطون والظالمون".
من جهة أخرى، يلفت صاحب كتاب "أنس الطاعة: السياسة والسلطة والسلطان في الإسلام" إلى أنه سيصدر له قريباً كتابان هما "الجنون في دمشق العثمانية"، و"موت الغريب: من الذاكرة إلى السجل" ويعود في الأخير إلى موت الغرباء في سجلات دمشق والقدس الشرعية، إضافة إلى تحقيق كتاب "الكشف والبيان في خصال شرار أهل الزمان" لـ محمد بن حسين الصيداوي النجار الدمشقي.