"سوبر كلاسيكو"... حين تهدّد كرة القدم الأمن وتحرم الرئيس النوم

10 نوفمبر 2018
من سيحسم مواجهة الذهاب؟ (Getty)
+ الخط -

هي أكثر من مجرد مباراة في كرة القدم. أكثر من مجرد 180 دقيقة على أرض الملعب. الذهاب في بوكا. والإياب في ريفر. وبين بوكا وريفر، تكون للجماهير الكلمة الفصل. بوكا جونيورز يواجه ريفر بليت على لقب بطولة كأس "ليبيرتادوريس" لأول مرة في التاريخ. "الأزرق والأصفر" من هنا يُقابله "الأحمر والأبيض" من هناك. الرايات سترتفع في السماء. الجماهير ستصرخ واللاعبون سيقاتلون في مباراة أقرب إلى معركة في ساحة حرب.

أرقام وإحصاءات
لم يسبق أن تواجه بوكا جونيورز وريفر بليت في نهائي بطولة كأس "ليبيرتادوريس"، لذلك ليلة السبت ستكون مُميزة وتاريخية بأول نهائي كبير. والمُلفت أن الفريقين متعادلان بالأرقام في نسخة عام 2018، حيثُ فاز بوكا في ست مباريات مقابل نفس الرصيد لريفر، وتعادل الفريقان في خمسة لقاءات وخسر كل فريق مرة واحدة منذ بداية دور المجموعات.

وعلى صعيد الأداء الهجومي، يتفوق فريق بوكا جونيورز برصيد 21 هدفاً مقابل 14 لريفر بليت، في وقت تلقت شباك بوكا تسعة أهداف مقابل ستة أهداف في شباك ريفير بيت. في المقابل، حافظ فريق بوكا على نظافة شباكه في ست مباريات، أما ريفر بليت فنجح في الحفاظ على شباكه في سبع مباريات خلال النسخة الحالية من البطولة القارية.

وتاريخياً تواجه ريفر بليت وبوكا جونيورز في 24 مناسبة في بطولة "ليبيرتادوريس". فاز فريق الفقراء "بوكا" في عشر مباريات، في وقت تفوق فريق الأغنياء "ريفر" في سبع مواجهات وانتهت سبع مباريات بالتعادل. وسيكون هذا النهائي رقم 11 لفريق بوكا جونيورز، ليتخطى فريق بينارول الذي وصل إلى المباراة النهائية في عشر مرات.

وقبل انطلاق مواجهة الذهاب التي ستكون على أرض ملعب "لا بومبونيرا"، يجب الالتفات إلى أن بوكا لم يخسر في أي مباراة ذهاب تُقام على أرضه في البطولة هذا الموسم، حيثُ تفوق على كل من كروزيرو، سانتوس وغريميو، وتعادل مع بالميراس، أونسي كالداس وكورينثيانز.

في مواجهات "السوبر كلاسيكو" السابقة، الفريق الذي كان يحصل على أعلى نسبة استحواذ يخسر المباراة (فاز ريفر في ثلاثة لقاءات وفاز بوكا في مباراتين). وفي النسخة العالية من البطولة، سدد بوكا (155) سبعة تسديدات أكثر من ريفر بليت (148)، لكن فريق ريفر أصاب المرمى أكثر (52 تسديدة مقابل 51).

جمهور مجنون وأمن دولة
قمة بوكا جونيورز وريفر بليت لها رمزية خاصة لدى الجماهير التي تُصنف الأعنف والأكثر جنوناً في العالم، فلطالما شهدت مواجهات "السوبركلاسيكو" مشاكل كبيرة وعنفا بين الجماهير واللاعبين، حتى أن السلطات الأرجنتينية تتخوف دائماً من هذه المباراة.

وفي هذا الإطار، هناك الكثير من الأسباب التي تجعل الأرجنتين تعيش على صفيح ساخن على مدى ثلاثة أسابيع، بسبب هذه المباراة التاريخية. فيمكن تخيل أهمية المباراة مثل نهائي دوري أبطال أوروبا مثلاً بين ريال مدريد وبرشلونة والفائز سيُتوج ملكاً لأوروبا. ولأن هذه المباراة ستُحدد هوية بطل قارة أميركا الجنوبية، فإن اللقاء لن يكون عادياً بالنسبة للاعبين والجماهير خارج الملعب وداخله.

ومن أحد الأسباب التي تجعل من "سوبر كلاسيكو" هذا العام في غاية الخطورة على الشعب والدولة الأرجنتينيَين، أنه النهائي الأول تاريخياً في بطولة "ليبرتادوريس"، والأمر الثاني هو الشغب والعنف الذي حدث في آخر مباريات جمعت الفريقين. ففي عام 2015، تواجه بوكا وريفر في "السوبر كلاسيكو" في دور الـ 16 من البطولة.

وفي هذا اليوم، حولت جماهير بوكا الملعب إلى جحيم بالنسبة لجماهير ريفر بليت، حيثُ رش بعض المشجعين رذاذ الفلفل على وجوه لاعبي الخصم خلال خروجهم من نفق الملعب. وربما تصف كلمات روميرو فوينيس لاعب ريفر بليت المشهد وما تنتظره الجماهير من هذه المباراة، حين قال بعد رشه على وجهه: "أنا لا أرى، أنا لا أرى، أنا أحترق، هذه ليست حرباً".

هي مباراة أشبه بحرب، فعلاً، بين الجماهير، وهذا العام سيكون المشهد مختلفا عن السابق، وذلك لأن جماهير الفريق الزائر لن تكون حاضرة في المدرجات، وبذلك ستكون المدرجات مكتظة بجماهير صاحب الأرض فقط وهنا تبدأ الحرب فعلاً.

أما السبب الثالث الذي يجعل من الأرجنتين في حالة طوارئ، فهو أن الدولة نفسها مرعوبة من هذه المباراة، وذلك وفقاً لتصريحات الرئيس الأرجنتيني ماوريسيو ماكري الذي قال في تصريحات سابقة قبل وصول الفريقين إلى المباراة النهائية: "لا أريد نهائيا يجمع بوكا وريفر. الحقيقة أنني أريد فريقاً برازيلياً في المباراة النهائية، لأننا لن ننام لمدة ثلاثة أسابيع. سيكون هناك ضغط كبير، والخاسر سينتظر لمدة 20 عاماً تقريباً لكي يتعافى، هذا النهائي سيُشغلنا جميعاً ويُتعبنا".

وتابع الرئيس خلال حديثه وقال: "أنا أقول كذلك لأن عملي فيه مخاطر كبيرة، والآن سيُضاف عمل جديد وضغط وتوتر بسبب النهائي. أفضل نهائيا أرجنتينيا برازيليا. لكننا في النهاية قد نشهد مباراة تاريخية من الصعب أن تتكرر في المستقبل، فلنستمتع بهذه الفرصة وليمر كل شيء بهدوء وسلام بين الجماهير".

في المقابل، هناك معاناة كبيرة تواجه الدولة على صعيد تأمين عدد كاف من عناصر الشرطة من أجل تأمين المباراتين، إذ وفقاً للأرقام، حوالي 70% من مشجعي كرة القدم الأرجنتينية مع بوكا وريفر. فعملية الحماية لن تقتصر فقط على الملعب والمدرجات والشوارع المحيطة، بل ستمتد إلى شوارع المدن الأخرى، هذا عدا عن المقاهي والساحات الكبيرة التي ستبث المباريات للجماهير التي لم تتمكن من الذهاب إلى الملعب لمتابعة اللقاء مباشرةً من المدرجات.

المساهمون