"زنقة"... المجتمع المغربي ليس بخير

06 ديسمبر 2016
تركيز على موضوع العنف والاحتقار في المجتمع المغربي (فيسبوك)
+ الخط -
يعود مغنّي الراب الطنجاوي، مسلم، في عمل جديد تحت عنوان "الزنقة"، متناولاً كعادته مواضيع الفقر و"الحكرة" (الاحتقار) وانهيار القيم والأخلاق في المجتمع المغربي. 
واستقطبت الأغنية على موقع يوتيوب منذ موعد انطلاقها، في الثاني من الشهر الجاري، حوالى 293 ألفاً و489 مشاهداً حتى اللحظة.



يعيد الرابور تصوّر الواقع الذي تعانيه طنجة، خاصة في ما يتعلّق بالقيم مقارناً إيّاها بين القديم (قيم الآباء والأجداد)، وبين القيم الحديثة الهشّة القائمة على المال والماديات بين الشباب المغربي العصري، وبلغة بسيطة وكلمات عادة ما يكتبها الرابور نفسه، أي أنّ الأغنية تتناول بالضبط تأثير الرأسمالية وقيم السوق السريعة ووسائل التواصل الاجتماعي على القيم الاجتماعية والأخلاقية في المجتمع المغربي.

استطاع مسلم أن ينتقل لمستوى جديد في أغنيته "زنقة" يرقى لمستوى أغانيه السابقة، ولكن مع فارق التفاعل من قبل جمهوره الذي ترتفع وتيرته يومياً، ومن خلال تناوله ثيمات جديدة تتعلق بالطفولة، والتركيز على موضوع العنف و"الحكرة" التي يعاني منها الشارع المغربي مُؤخَّراً، ويحتجّ ضدها.



يكمِّل الراب تمثيل صوت الشارع ونبضِه، في وقتٍ بدأت فيه الأغنية المغربية المحليَّة، التي تحمل هموم الإنسان المغربي، بالتراجع لصالح الأغنية السريعة والمُستهلَكة. إلّا أنَّ أغنية الراب في قالِبها الاحتجاجي، حافَظَت على التزامها الفنّي بقضايا الناس ومعيشتهم وكرامتهم. 
"زنقة" التي أنتجها، بلال أفريكانو، وأخرجها رضوان أقلعي افتقرت في الفيديو كليب المصوّر إلى مشاهد حقيقية للفقر والتشرّد والحرمان الذي يعيشه الأطفال في المدينة. ويُحسَب ذلك تراجعاً في الصورة الإخراجيَّة، ورؤية المخرج الذي فضّل أن يصوّر فيديو كليب أمام سيارات فارهة بدخان كثيفٍ يتصاعد، ومشهدٍ لأمّ فاضلة، وطفل يبيع المناديل الورقية، واكتفى بذلك، في حين أن الكلمات تستوعب مشاهد واقعيَّة قويَّة.


من جانب آخر، يفاجئنا مسلم بإتقانه تشخيص الحياة التي يعيشها الناس بطنجة انطلاقاً من حيِّه الشعبي الذي يعيش فيه، ويعرف دهاليزه وخفاياه وما هو باطن وغير مرئي. يقف مطوّلاً عند موضوع التربية المنزلية والمدرسيَّة والسلوكيَّات المجتمعيَّة، ويشخّص تحوّلاتها بأسلوب سلس مستخدماً اللهجة المغربية ومصطلحات "طنجاوية"، ملامساً الجروح التي يعاني منها معظم الناس. 

لم يمنع تقليد مسلم بوسام الشرف الملكي من التعرض للتابوهات السياسية والسلطوية والمجتمعية، إذ إنَّه وجَّه نقداً قاسياً للسلطة السياسية الحاكمة، واستمر بالحديث عنها ناقداً وكاشفاً إياها، في توليفات لأغان سابقة. ولم يثنه التكريم أيضاً، عن أن يؤدي كلَّ مرّة رسالة أو خطاباً موجّهاً للسلطة أو المجتمع أو الشباب، والتذكير بأن الجميع على حافة الانهيار، وبأنّ الفساد صار ينال من الجميع.
يقول مسلم: " شوف الوقت كيفاش تبدل، شوف بنادم كيفاش تبهدل، شوف الزمان اللي خلّا الدمعة على خد الراجل تنزل، حياتنا غير كذبة، دازت بالزربة. قلوبنا خربة.. حيت جوع ولد الكلبة".

المساهمون