"روما للكتاب": ما يستطيعه الناشر الصغير

17 ديسمبر 2017
(من ندوات المعرض)
+ الخط -

"مزيداً من الكتب، مزيداً من الحرية"، شعار تبنته أكثر من 500 دار نشر صغيرة ومتوسطة، اجتمعت تحت "سحابة فوكساس" في تجسيد رمزي يقارب ما بين مركز الأعمال الضخم، الذي صمّمه ونفذه المهندس المعماري الشهير، ماسيميليانو فوكساس، وافتتح العام الماضي، وحلم الناشرون في إطلاق العنان لمشاريعهم وكتبهم بين السحاب.

هذا المعرض، الذي انطلق في السادس من كانون الأول/ ديسمبر، وأنهى أعماله قبل أيام، استقطب بالفعل آلافاً من الزوار القادمين من كل أنحاء إيطاليا وأوروبا. يكفي أن نذكر أنه في صباح يوم السبت 9 كانون الأول/ ديسمبر، كانت صفوف الزوار تمتد لأكثر من خمسمائة متر، خارج المبنى العملاق للاستماع إلى أو للحصول على توقيع أحد كتّابهم المفضّلين من الإيطاليين أو الأجانب الذين بلغ عددهم أكثر من ألف كاتب.

أما ضيف الشرف، فقد كان سيرجيو مالدونادو، الأخ الأكبر لسانتياغو مالدونادو الناشط الأرجنتيني الذي اختفى في آب/ أغسطس الماضي، خلال قمع مظاهرة للسكان الأصليين في بتاغونيا، قبل أن يعثروا عليه جثة هامدة في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي. وأجرت الحوار على هامش المعرض مع سيرجيو كل من الأرجنتينية تاتي ألمييدا، والكاتبة الإيطالية ميكائيلا مورجا، بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان.

في حفل الافتتاح، قالت ليديا رافيرا، المسؤولة عن دائرة الثقافة في مقاطعة لاتسيو (عاصمتها روما) التي ترعى المعرض: "لقد أصبح هذا المعرض ضرورياً جداً ومقاطعة لاتسيو تقف إلى جانب دور النشر الصغيرة والمتوسطة، التي يمكن أن نسميها الخيار الآخر".

والحقيقة، بمتابعة وقائع المعرض عن قرب، يظهر أن هذه الدور الصغيرة رغم ميزانياتها المتواضعة، إلا أنها تملك طموحات كبيرة وأثبتت نفسها بجدارة أمام دور النشر الكبيرة، بالأخص في مجال كتب الأطفال واليافعين، والكتب التي تعنى بفرع واحد من أنواع الأدب الكثيرة، فهنالك دور مختصة في نشر كتب الثوريين فقط، وعلى بعد أمتار قليلة، تجد جناح دار أخرى مختصة في نشر كل ما يتعلق بتاريخ الفاشيين والنازيين.

أكثر ما يستوقف المرء خلال جولته في أرجاء المعرض دارَا نشرٍ مختصّتان في ترجمة ونشر كتب عربية، وهما دار "سيرينتِه" Sirente التي تصدر سلسلة "أدب المهاجرين"، برعاية برنامج الإبداع في الاتحاد الأوروبي، وضمت سلسلة هذا العام كتباً من قبيل "المعجزات" لعبّاس خضر، و"الفتى الحلبي الذي رسم الحرب" لسمية سكر، و"الرجال لا يبكون أبداً" لفائزة غوين، و"الراقصة بابيكا" لكوثر أديمي، و"خارج غزة" لسلمى دباغ.

وسلسلة "فن وأدب البحر الأبيض المتوسط"، التي ضمت مؤلفات لـخالد الخميسي "تكسي" و "حواديث المشاوير"، و"روجرز" لـأحمد ناجي، و"مترو" لمجدي الشافعي، و"الخريف هنا ساحر وكبير" لـجولان حاجي، و"كمن يشهد موته" لمحمد ديبو، وغيرها.

بينما نشرت دار "ميسوجيا" Mesogea في سلسلتها الطويلة، مؤلفات لأدونيس كـ"في الحجر وفي الريح"، و"شعراء عرب من صقلية" لفرنشيسكو ماريا كورّاو، و"الطوق والإسورة" ليحيى الطاهر عبد الله، و"بيضة الديك" لمحمد زفزاف، و"اكتشافات" لعبد الفتاح كيليطو، و"فصول ربيعية: من أجل سورية ديمقراطية و لبنان مستقل" لسمير قصير، و"الآخر في الثقافة العربية" لحسن حنفي، و"لاعب النرد" لمحمود درويش، وغيرها.

من بين الكتاب الإيطاليين والعالميين الذين استضافهم المعرض، أغنيس هيللر، وفرناندو أرامبورو مؤلف رواية "وطن Patria" التي أصبحت حدث العام، وجان كارلو دي كاتالدو، وأندريا كاميلليري، وإدواردو ألبيناتي، وماركو مالفالدي، وأليسّاندرو باريكّو، وروبرتو سافيانو.

ومن بين المواضيع الراهنة التي طرحها برنامج المعرض؛ الإرهاب، وسياسة دونالد ترامب، ومستقبل أوروبا، دون أن ننسى المواضيع التي تقسم الرأي العام مثل الحدود، والمهاجرين، والفساد والشعبويين الجدد.

المساهمون