"روبن هود" 2018... فيلم أنجزه مبتدئون

05 ديسمبر 2018
الأسطورة مغرية لكن تنفيذها الجديد معطوب للغاية (فيسبوك)
+ الخط -
ما الذي يجعل هوليوود تعود، مرارًا وتكرارًا، إلى أسطورة روبن هود؟ غالبًا لأن الأسطورة تحمل العناصر الدرامية كلّها، المؤثِّرة والملحمية، التي تجعل سردها مجدّدًا أمرًا مغريًا. فالعصور الوسطى، بفضائه القتالي، جاذبةٌ دائمًا إلى تقديم أفلام أميركية يفوز بعضها بجوائز "أوسكار"، مع أجواء الفروسية والقتال والصراعات الضخمة. هناك أيضًا قيمٌ نبيلة عن فارس يسرق من الأغنياء لإطعام الفقراء.
لكن الصعوبة كامنةٌ في كون القصّة معروفة. في العقود الثلاثة الأخيرة فقط، هناك فيلمان يحملان الاسم نفسه للشخصية: الأول بعنوان "روبن هود: أمير اللصوص" (1991) لكيفن رينولدز مع كيفن كوستنر، والثاني بعنوان "روبن هود" (2010) لريدلي سكوت مع راسل كرو. هناك مجهود إضافي مطلوب كي يُقدَّم للجمهور "شيء لا يعرفونه"، كما تقول الملصقات الدعائية للفيلم الجديد "روبن هود"، فهل هذا ما حدث؟
أولاً، تجدر الإشارة إلى أمر غريب جدًا يخص هذا الجديد، وهو أن طاقمه الرئيسي كلّه عديم الخبرة في ما يخص العمل السينمائي. كاتبا السيناريو بِنْ تشاندلر وديفيد جيمس كيلي يكتبان فيلمهما الأول، وكذلك المخرج أوتو باثرست في باكورة أعماله. صحيح أن للمخرج نجاحات تلفزيونية، أشهرها بعض حلقات Peaky Blinders التي دعمته على الأرجح لتولّي إنجاز هذه النسخة، ومع ذلك فغريب جدًا ضخّ 100 مليون دولار أميركي كميزانية عمل طَموح من دون أي عنصر خبرة مضمون، فإذا بالنتيجة أقرب إلى كابوس 
يطمح الفيلم الجديد إلى تحويل روبن هود "بطلاً خارقاً" أسوةً بأبطال "مارفل"، الذين احتلوا شبّاك التذاكر في العقد الأخير. يسهل إيجاد نقاط تشابه مباشرة مع شخصية كلينت بارتون أو Hawkeye في Avengers، من حيث استخدام القوس والسهم والقفز والطيران، وامتلاك قدرات قتالية غير معقولة؛ بل إن بناء الفيلم نفسه وطريقة التعامل مع شخصية ليتل جون والتدريبات التي يتلقاها روبن هود على يديه، بناء قصصي يتشبّه بأفلام الأبطال الخارقين مؤخرًا، وشكل الكوميديا فيها، مع فرق وحيد هو أن كل شيء مصنوع في "روبن هود" بدرجة عالية من الافتعال والرداءة، ومن دون أي إنجاز أو إضافة بصرية من أي نوع. حتى إذا تمّ التعامل مع القصّة بشكل هزلي يفتقد للجدية والأبعاد السياسية التي تحملها أسطورة روبن هود، فلا يوجد شيء واحد أصيل أو لافت للانتباه أو ذو جهد. السيناريو ضعيف للغاية، يقدّم شخصيات نمطية خالية من أي بعد، وأوضح مثل شخصية شريف نوتننغهام؛ حوارات ثقيلة جدًا بين روبن هود وليتل جون، تحاول أن تكون خفيفة الظلّ لكن من دون طائل، مع خط رومانسي مع شخصية ماريان يمكن حذفه تمامًا من النسخة الجديدة، من دون أي تأثير في المحتوى، بل ربما يتحسّن الإيقاع قليلاً مع حذف نصف ساعة على الأقل.
ما زاد من عيوب السيناريو التنفيذ الفقير تقنيًا، وهو ـ في بعض المعارك والمشاهد وشكل الصورة ـ أقرب إلى فيلم "300" الذي أنجزه زاك سنايدر عام 2006. كذلك الأداء الكارثي للممثلين جميعهم من دون استثناء: تارون إيغرتون (المعروف بفضل فيلمي Kingsman) غير مناسب أبدًا للشخصية، ولا يبذل جهدًا جسديًا أو أدائيًا للإقناع بأنه روبن هود حقًّا، مع كيمياء منعدمة بينه وبين جيمي فوكس، الذي يقدم الأداء نفسه في كلّ الشخصيات السينمائية مؤخّرًا؛ وبِنْ مندلسون يزيد من كرتونية شخصية الشرير.
دلالات
المساهمون