حصلت صحيفة "ذي غارديان" البريطانية على تقرير أوروبي مسرب بشأن القدس يحذر من كون الأوضاع أصبحت على صفيح ساخن في المدينة، بسبب "الاستقطاب والعنف"، ووصولهما عند مستويات لم تعهدها المدينة منذ الانتفاضة الثانية عام 2005.
وذكرت الصحيفة أن التقرير دعا إلى تشديد العقوبات الأوروبية اتجاه الكيان الصهيوني، بسبب مواصلته بناء المستوطنات في المدينة، وربط بين النشاط الاستيطاني وتأجيج الصراع، بعد أن رسمت الوثائق المسربة حالة من الدمار والانقسام لم تشهد لها القدس مثيلاً منذ عام 1967، حينما قامت القوات الإسرائيلية باحتلال الجزء الشرقي من المدينة.
ويأتي التقرير في ظل وجود مؤشرات قوية على سعي إدارة باراك أوباما لإعادة النظر في طريقة التعامل مع إسرائيل، ومسلسل السلام في الشرق الأوسط، بعد إعادة انتخاب بنيامين نتنياهو رئيسا للوزراء في إسرائيل. ونقلت "ذي غارديان" ما راج في عدد من الصحف الأميركية حول إمكانية سماح الولايات المتحدة الأميركية، بتمرير قرار في مجلس الأمن ينص من جديد على مبدأ حل الدولتين.
وخلال حملته الانتخابية، تعهد نتنياهو بمواصلة بناء المستوطنات بالقدس وذلك في تحد للمجتمع الدولي، وأكد على أنه في حال إعادة انتخابه سيرفض كليا إقامة دولة فلسطين.
ويصف التقرير المسرب ظهور "حلقة مفرغة من العنف... تهدد بشكل متصاعد قابلية استمرار حل الدولتين"، التي قال إنها أصيبت في مقتل بسبب مواصلة إسرائيل سياسة "ممنهجة" لبناء المستوطنات داخل "مناطق حساسة" بالقدس.
وعن الأسباب الأخرى لتصاعد العنف، ذكر التقرير أن ذلك يعود إلى عمليات اقتحام اليهود للحرم القدسي الشريف، إضافة إلى تشدد الأمن الإسرائيلي مع الفلسطينيين والإجراءات العقابية التي ينهجها الكيان الصهيوني في حقهم، بما في ذلك إخلاء المنازل وتدمريها على يد القوات الإسرائيلية.
وحسب مصادر جيدة الاطلاع تحدثت لـ "ذي غارديان"، فإن التقرير، الذي يعرض حاليا للنقاش داخل مقر برلمان الاتحاد الأوروبي، يجسد رغبة قوية لدى الحكومات الأوروبية في اتخاذ المزيد من التدابير ضد إسرائيل، بسبب مواصلة الأنشطة الاستيطانية، ويأتي في وقت تواجه فيه أوروبا "واقعا جديدا" بعد بروز حكومة جديدة لنتنياهو قد تكون يمينية وتتبنى من جراء ذلك مواقف أشد تطرفاً.