وقالت وكالة "أعماق" التابعة للتنظيم، في حسابها على موقع التراسل (تليغرام): "منفذ عملية الدهس في مدينة برلين الألمانية هو جندي للدولة الإسلامية ونفذ العملية استجابة لنداءات استهداف رعايا دول التحالف الدولي"، وفق ما ذكرت وكالة "رويترز".
وكانت المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل رجّحت، أنّ تكون واقعة الدهس بشاحنة في سوق لعيد الميلاد، في برلين، أمس الإثنين، "هجوماً إرهابياً"، واصفة ما جرى بأنّه "يوم صعب جداً" لألمانيا، في وقت كثفت فيه السلطات من تحرياتها، لا سيما حول هوية منفذ الاعتداء.
وعبّرت ميركل، خلال كلمة أمام وسائل الإعلام، اليوم الثلاثاء، عن صدمتها وحزنها جرّاء الاعتداء الذي طاول قلب العاصمة برلين، وقالت إنّ "أفكاري في هذه اللحظة مع عائلات القتلى والمصابين".
ودهست شاحنة، مساء الإثنين، حشداً في سوق مزدحم بمناسبة أعياد الميلاد، وسط برلين، ما أسفر عن مقتل 12 شخصاً وإصابة 48، بعضهم إصاباتهم خطرة.
وتابعت ميركل "علينا على ضوء ما نعرفه أن نفترض أنّه هجوم إرهابي"، مضيفة "إذا ما تأكد أنّ القاتل المزعوم طلب الحماية واللجوء في ألمانيا، فإنّ هذا سيكون مثيراً للاشمئزاز، وعلى الأخص لجميع الألمان الذين يلتزمون يوماً بعد يوم بمساعدة اللاجئين، وكل الأشخاص الذين هم بحاجة إلى حمايتنا يومياً، ويسعون إلى دمجهم".
وقالت ميركل في الوقت عينه، "سوف نجد قوة للحياة كما نريد أن نعيشها في ألمانيا بحرية وانفتاح مع بعضنا بعضاً"، مثنية على جهود مقدمي خدمات الطوارئ وعناصر الدفاع المدني، والأطباء والمسعفين، "في هذه الأوقات الصعبة".
في هذه الأثناء، أكدت شرطة برلين أنّها أوقفت "الشخص الخطأ"، محذرة من أنّ الجاني الحقيقي "لا يزال طليقاً ومسلحاً ويمكن أن يتسبّب بأضرار واعتداءات جديدة".
وقال رئيس شرطة برلين، كلاوس كاندت، للصحافيين، إنّه "من غير المؤكد بعد ما إذا كان الشخص الذي يشتبه في ضلوعه في اعتداء برلين، هو بالفعل سائق الشاحنة".
وكانت الشرطة في برلين لفتت إلى أنّ الرجل قد يكون معروفاً من قبلها، لكن ليس بسبب "خلفية إرهابية"، وإنّما بسبب بعض "الجنح البسيطة".
ويأتي هذا بعد أن تكثفت التحريات، خلال الساعات الماضية، في السوق الميلادي في برلين، إذ بيّنت التحقيقات الأولية أنّ منفذ الاعتداء يحمل الجنسية الباكستانية، وقد دخل البلاد بصفة لاجئ خلال فبراير/ شباط الماضي، وحصل على إقامة في يونيو/ حزيران الماضي.
ووفق المعلومات، فإنّ الجاني المزعوم قد يكون استخدم وثائق مزورة وأسماء مستعارة، منها "نافيد ب."، ويبلغ من العمر 23 عاماً.
وأعلن وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزيير، اليوم الثلاثاء، أنّ الموقوف الذي يشتبه بأنّه سائق الشاحنة في الاعتداء، نفى ضلوعه في الهجوم، وهو طالب لجوء باكستاني.
وقال الوزير للصحافيين، إنّ الموقوف "نفى ضلوعه"، مضيفاً أنّه باكستاني وصل إلى ألمانيا في 31 كانون الأول/ ديسمبر 2015 طالباً اللجوء.
وأكد الوزير أنّ "السلطات ليست لديها حتى الآن معلومات عن تبنّي تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) للاعتداء".
وأمر وزير الداخلية بتنكيس الأعلام في كافة الدوائر الاتحادية، وذلك حداداً على الضحايا الذين سقطوا في الاعتداء. وقال، في بيان، في وقت سابق، "نحن مستمرون في تقصي خلفية ودوافع الجناة. وأياً كانت، يجب ألا نجعلهم يسلبوننا حريتنا، ونحن قادرون على تحقيق بذلك".
وكان متحدث باسم شركة الشحن البولندية، والتي تعود لها الشاحنة المستخدمة في الاعتداء، قد أكد للسلطات الأمنية أنّه فقد الاتصال بالشاحنة وسائقها منذ بعد ظهر أمس.
وتدقّق الأجهزة الأمنية الألمانية حالياً في مسار الشاحنة عبر نظام "جي بي إس"، وتتبع الاتصالات الهاتفية التي أجراها السائق، مع ترجيح أنّ يكون المشتبه به قد سرق الشاحنة واختطف السائق الذي وجدت جثته داخل قمرة القيادة، وأثبتت الشرطة أنها تعود لمواطن بولندي، يعتقد أنّه قتل رمياً بالرصاص.
إلى ذلك، داهمت فرقة من القوات الخاصة، مؤلفة من 250 عنصراً، اليوم الثلاثاء، أحد أكبر مراكز إيواء للاجئين في مطار تبملهوف المهجور في العاصمة الألمانية برلين، من دون الإفصاح عن الرابط المشترك بين المخيم والمشتبه بقيامه بالاعتداء.
وعمدت الفرقة إلى طرح أسئلة على أربعة أشخاص من المقيمين، بدون أن يتم اعتقال أحد منهم، حسبما قال المتحدث باسم مكتب الدولة لشؤون اللاجئين زاشا لانغن باخ، والذي لم يكشف عما إذا تمت مصادرة بعض الأغراض أو حواسيب وأجهزة هواتف خلوية.
في غضون ذلك، أعلنت وزارة الداخلية الألمانية، اليوم الثلاثاء، أنّ أسواق عيد الميلاد في برلين ستغلق، اليوم، حداداً على أرواح الضحايا، مشيرة إلى أنّ أسواق عيد الميلاد الأخرى، والأحداث الكبرى ستجري في أنحاء ألمانيا، "وإنّ كل مكان من هذه الأماكن سيتخذ قراره بشأن تشديد الإجراءات الأمنية اللازمة".
وقال مركز دريسدن الإعلامي السياحي، إنّ السلطات أقامت كتلاً خرسانية حول سوق "شتريتسلماركت" الذي يعد أحد أقدم أسواق عيد الميلاد في ألمانيا، لزيادة الإجراءات الأمنية.