"داعش" يسيطر على ريف دير الزور الغربي بـ"البيعة"

08 يوليو 2014
ريف دير الزور يقف مع الأقوى دائماً (حسن أوزكال/الأناضول/Getty)
+ الخط -

يسعى تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش) إلى ضمان مناطق ريف دير الزور الغربي، عبر البيعة هذه المرّة، بعد نجاح اتفاق تم التفاوض عليه لأيام مع عشائر "الشعيطات" في ريف دير الزور الشرقي، والذي أفرز أخيراً المبايعة، بما يمهد ذلك لـ"داعش" السيطرة على ريف دير الزور بالكامل، بعد أيام قليلة من إعلانه إقامة "الخلافة الإسلامية"، ومبايعة أبو بكر البغدادي "خليفة".

وذكرت مراسلة شبكة "سوريا مباشر" الإعلامية المعارضة جيهان الأحمد، لـ"العربي الجديد"، أن "الفصائل المقاتلة تبقى في الخريطية والطريف في ريف دير الزور الغربي، وهما المنطقتان الوحيدتان خارج سيطرة (داعش) هناك". وأبرز هذه الفصائل "كتائب أحرار الشام" التابعة لـ"الجبهة الإسلامية"، ومقاتلو العشائر، وستبقى على الهيكلية المتواجدة عليها أساساً، لكنها تعلن البيعة، وترفع راية "العقاب".

وينص الاتفاق على عدم "تسليم أبناء الغربي والفصائل الموجودة أي قطعة سلاح خفيفة أو ثقيلة أو متوسطة، وعدم دخول أي عنصر من عناصر الأنصار التابعين للتنظيم، على أن تدخل العناصر المهاجرة وضمن مجموعات محدودة، وضمان عدم التعرض أو اعتقال أي شخص مهما كان جرمه، والاشتراك في الحرب ضدّ قوات النظام، وتكون الهيئة الشرعية مشتركة بين التنظيم وتلك الفصائل".

واستطاع التنظيم كسب مبايعة عشائر "الشعيطات" التي تتحدر من قرى أبو حمام، الكشكية، غرانيج، والبحرة، وتعد من أقوى الفصائل المسلحة في "مجلس شورى المجاهدين"، الذي تأسس قبل نحو شهر ونصف لإسقاط النظام وإخراج (داعش) من دير الزور.

واشترطت عشائر "الشعيطات" ألا يدخل عناصر التنظيم إلى القرى المذكورة، ويبقى أهلها داخلها، ويعين أمير من العشائر، مع احتفاظ المقاتلين بسلاحهم، غير أن ناشطين شكّكوا بالشرط الأخير، وأشاروا إلى أنّ العشائر ربما تسلم سلاحها خلال الساعات المقبلة.

ويشبه الصلح الذي تم التوصل إليه بين "داعش" و"الشعيطات"، الاتفاق الذي جرى مع قرية الشحيل، قبل أن يغير التنظيم الشروط في اليوم التالي، ويطالب بإخلاء المدينة من الأهالي، وتسليم مقاتلي "جيش الإخلاص"، و"جيش مؤتة"، سلاحهم الثقيل والخفيف، ويفجّر بيوتاً تابعة لقيادي في "جبهة النصرة".

يأتي هذا في وقت بايع فيه أهالي صبيخان، الدبلان، غريبة، والكشمة، التنظيم، يوم الإثنين. وهذه المناطق قريبة من بلدة القورية، التي شهدت تظاهرات على مدار الأيام الماضية ترفض دخول عناصر التنظيم إليها، على الرغم من مبايعة قادتها لـ"داعش".

ولفت المتحدث الرسمي باسم "تنسيقية دير الزور"، المكنّى بـ"أبي عبد الله"، لـ"العربي الجديد"، بأن "ريف دير الزور يقف مع الأقوى دائماً، وهذا سبب انخراطهم بتنظيمات مختلفة وأحياناً متناقضة"، مبيناً أن "داعش" اليوم هي الفصيل الأقوى.

يشار إلى أن ضمان "داعش" للريف الشرقي والغربي، سيمهد له إعلان السيطرة على الريف كاملاً، باستثناء مطار دير الزور العسكري التابع لقوات النظام، وبالتالي السيطرة على القسم الأعظم من المحافظة، التي تبلغ مساحتها 33 ألف كيلومتر مربع.

المساهمون