انتهاء اللقاء التشاوري الوزاري العربي في البحر الميت

31 يناير 2019
تباين في مواقف المجتمعين(خليل مزرعاوي/فرانس برس)
+ الخط -
انتهت سريعاً، اليوم الخميس، اجتماعات وزراء الخارجية لدول السعودية والبحرين والامارات ومصر والكويت والأردن، في البحر الميت، لبحث قضايا المنطقة على رأسها الموضوع السوري والتدخلات الإيرانية، بحسب مصادر دبلوماسية.

وأوردت وكالة الأنباء الأردنية الرسمية (بترا) في خبر مقتضب، أن اللقاء تناول عدداً من الأجندات وتنسيق المواقف المشتركة حول قضايا المنطقة والأمن المشترك وتنسيق المواقف والتأكيد على وحدة الموقف تجاه القضية الفلسطينية.

يشار إلى أن اجتماع البحر الميت هو اجتماع تشاوري غير رسمي لتبادل وجهات النظر يستبق مؤتمر "وارسو" الذي تعد له الولايات المتحدة منتصف الشهر المقبل، للاتفاق على توجهات نحو بعض القضايا الإقليمية، أبرزها العلاقات مع طهران، وعودة النظام السوري إلى الجامعة العربية، بالإضافة إلى القضية الفلسطينية.


وتأتي خلوة البحر الميت بين ما كان يطلق عليه دول الاعتدال العربي بمشاركة وزراء خارجية مصر والكويت والبحرين والسعودية والإمارات إضافة إلى الأردن، "لتبادل وجهات النظر حول أزمات المنطقة وسبل التعامل معها في محاولة للتعامل المشترك."

ولم تخرج خلوة البحر الميت عن القضايا التي بحثها وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو خلال جولته في النصف الأول من الشهر الحالي للمنطقة؛ أهمها الانسحاب الأميركي من سورية، والحرب الدائرة في اليمن، والنفوذ الإيراني، والعلاقات الخليجية، وحصار قطر، والتعاون في مكافحة الإرهاب.

وتضغط إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب على ما يسمى "دول الاعتدال السني" من أجل تأسيس تحالف إقليمي عسكري يعرف باسم "تحالف الشرق الأوسط الاستراتيجي، ويطلق عليه رمزياً "الناتو العربي"، ويضم دول مجلس التعاون الخليجي الست ومصر والأردن، لمواجهة إيران والجماعات المتطرفة، بما يخفف الضغوط والعبء العسكري على الولايات المتحدة في الحفاظ على استقرار المنطقة.

في الشأن، يقول المحلل السياسي الأردني، حسن البراري، لـ"العربي الجديد"، إن "هذا الاجتماع التشاوري جاء على عجل ولم يكن مخططا له منذ زمن طويل، بهدف التحضر لمؤتمر وارسو الذي تعقده الولايات المتحدة الشهر المقبل لمواجهة إيران".

ويلفت إلى أنه "من الممكن أن يتم خلال المؤتمر تشكيل نواة لتحالف في إطار ما يعرف بالناتو العربي"، معتبراً أن "غياب سلطنة عمان القريبة بعلاقاتها مع إيران، وغياب قطر لأسباب معروفة يوضح جزءاً من ملامح الاجتماع".

ويوضح أنّ "مصادر التهديد للدول المشاركة في الاجتماع مختلفة، على سبيل المثال فإن السعودية تعتبر إيران الخطر الذي يهددها، فيما الأردن مهدد من الخطر الإسرائيلي وعدم حل القضية الفلسطينية وفق قرارات الشرعية الدولية وحل الدولتين".

ويرى أنّ "هذا الاجتماع يأتي تلبية للمواقف الأميركية الإسرائيلية السعودية التي تهتم بالتصدي لإيران بالدرجة الأولى، بينما إيران لا تشكل تهديدا مباشراً للأردن"، متسائلاً "ما الفائدة التي سيجنيها الأردن من تحالف يضم إسرائيل في اجتماع وارسو وهي الدولة الأكثر تهديداً لمصالحه"؟

وتبرز بعض الخلافات في وجهات النظر بين الدول المشاركة، منها مثلاً الموقف الأردني من القدس والقضية الفلسطينية مقابل الموقف السعودي، ففي الوقت الذي يرفض فيه الأردن صفقة القرن، تعتبر السعودية المسوق والداعم لهذه الصفقة.

كما أن هناك خلافا سعوديا خليجيا حول العلاقات مع النظام السوري ففي الوقت الذي تدعم فيه الإمارات والبحرين عودة النظام السوري بشكل سريع إلى الجامعة العربية، تتريث السعودية في موقفها خاصة في ظل الوجود الأمني الكبير لإيران في سورية.


كذلك، ألقت الأزمة الخليجية بظلالها على الاجتماع في ظل غياب عمان وقطر، إذ قطعت كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر، في يونيو/حزيران 2017، علاقاتها مع قطر، وفرضت عليها حصاراً برياً وجوياً.

ويستبق لقاء البحر الميت القمة الدولية التي دعت إليها الولايات المتحدة لبحث التصدي للمخاطر الإيرانية في المنطقة. إذ من المقرر أن تعقد تلك القمة في بولندا منتصف الشهر المقبل، وتبحث تعزيز الاستقرار في الشرق الأوسط، وما يتطلبه ذلك من التصدي لخطر الإرهاب، والنفوذ الإيراني.

كما جاء الاجتماع أيضاً قبل لقاء يضم وزراء خارجية التحالف الدولي ضد "داعش" في العاصمة الأميركية في السادس من فبراير/شباط المقبل، لبحث جهود القضاء على التنظيم الإرهابي.