"حزب الله" يقود المليشيات في العراق

08 نوفمبر 2014
شيّع حزب الله عنصرين ودفنهما في النجف (فرانس برس)
+ الخط -

أخيراً اضطرت قيادات عراقية عسكرية وسياسية، إلى الاعتراف بوجود العشرات من عناصر مليشيا "حزب الله" اللبناني في البلاد، للقتال إلى جانب مليشيات محلية، تساند القوات العراقية النظامية في حربها ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، وذلك بعد تشييع اثنين من مقاتلي الحزب، بحضور شخصيات دينية ومليشياوية بارزة في مدينة النجف، الأحد الماضي.

وذكر مسؤول عسكري عراقي رفيع المستوى في وزارة الدفاع، رفض الكشف عن اسمه، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، أن "ما بين 150 إلى 200 مقاتل من عناصر مليشيا حزب الله اللبناني، يتواجدون في العراق منذ أشهر لمساندة القوات العراقية والمليشيات المحلية وتدريب المتطوعين الجدد من الشبان الملبّين لفتوى الجهاد الكفائي، التي أعلنها المرجع الديني علي السيستاني".

ويضيف المسؤول العراقي، العامل ضمن اللواء 24 بالفرقة السادسة بقيادة القوات البرية العراقية، أن "مقاتلي الحزب أدّوا دوراً مهماً في استعادة السيطرة على أجزاء واسعة من بلدة جرف الصخر (40 كيلومتراً شمال محافظة بابل) من داعش في الأسبوع الماضي، بعملية أطلقت عليها المليشيات اسم خيبر، وهو غير الاسم الذي أطلقته الحكومة العراقية على العملية العسكرية التي قدمت خلالها طائرات التحالف الدولي دعماً جوياً كبيراً لتلك القوات، وعُرفت باسم جرف النصر".

وأكد المسؤول أن "مقاتلي حزب الله اللبناني يشاركون منذ أيام في عمليات استعادة السيطرة على مدينة بيجي النفطية، جنوب محافظة صلاح الدين، إلى جانب مقاتلين من الحرس الثوري الإيراني ومليشيات عدة، أبرزها عصائب الحق وبدر وسرايا السلام".

وأوضح أن "عناصر الحزب يعملون على إعداد خطط اقتحام وتوغّل داخل مناطق نفوذ تنظيم الدولة، وشاركوا في القتال بشكل محدود، فيما تنحصر غالبية جهودهم في تدريب المتطوعين ورسم الخطط للمليشيات، وتفكيك المتفجرات والعبوات الناسفة التي يزرعها داعش، إذ تفتقر المليشيات العراقية في هذا المجال إلى خبراء متفجرات".

ولفت إلى أن "حسام علي، المعروف باسم حجي حسام، أو الحاج حسام، هو المسؤول الأول عن مقاتلي الحزب الذين يتوزعون على ثلاث مجموعات في بابل وبغداد وصلاح الدين". وكشف أنهم "يرتبطون بقائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسمي سليماني، والتنسيق مباشر بينهم، على عكس المليشيات العراقية التي ترتبط بشكل مباشر بقادتها الميدانيين".

وشهدت مدينة النجف، الأسبوع الماضي، تشييع اثنين من مقاتلي الحزب قُتلا بتفجير انتحاري استهدف تجمعاً لقوات الجيش والمليشيات في قرية صنيديج، جنوب غرب جرف الصخر، وأعلنت خلالها وزارة الداخلية العراقية عن مقتل تسعة أشخاص وجرح 13 آخرين.

وقال القيادي في مليشيا "العصائب"، الشيخ ضياء الساعدي، إن "شهداء حزب الله في العراق امتداد لسلسلة تضحيات هذا الحزب في الدفاع عن مذهب آل البيت ضد حلفاء الصهيونية العرب من التكفيريين الإرهابيين"، على حد وصفه.

وأوضح الموسوي في اتصال هاتفي مع "العربي الجديد"، ان "شهيدي المذهب دُفنا في مقبرة دار السلام المقدسة بالنجف، بناءً على وصيتهما". وكشف أن "المعركة الحالية هي معركة وجود، ووجود حزب الله اللبناني في العراق طبيعي، كوجوده في سورية حالياً، ولا يُمكن إنكار ذلك".

إلى ذلك أعلن عضو "التيار الصدري"، حسين البصري، لـ"العربي الجديد"، أن "مقاتلي حزب الله يساعدون الأمن بالعراق، ويجب أن لا يُؤخذ الموضوع على أساس طائفي". وأوضح البصري أن "هذا الحزب سيقاتل في أي مكان تأمره المرجعية الدينية به، وهو منضبط ولا يحمل أي عداء للسنة على خلاف ما يحاول البعض رسم صورة له".

وشهدت زيارة العاشر من محرم الأسبوع الماضي، تجوال مقاتلي "حزب الله" اللبناني في كربلاء، بموكب خاص، رافعين أعلاماً وشعائر حسينية إلى جانب مواكب المليشيات المحلية الأخرى، تتقدمهم لافتة كُتب عليها "مجاهدو حزب الله اللبناني فداء وإباء".

واعتبر القيادي في "الحراك العراقي"، عبد الله العبيدي، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، أن "وجود مقاتلي حزب الله ومن قبلهم الحرس الثوري، رسالة سيئة تُعبّر عن حرب طائفية مُقنّعة باسم الإرهاب". وأوضح العبيدي، أن "حزب الله سيجلب المشاكل للبنان، ويفتح شهية داعش والقاعدة، وكل المتطرفين، لنقل الصراع إلى داخل هذا البلد. فقد كان الحزب يتذرّع في مساندته (الرئيس السوري بشار) الأسد بجبهة ممانعة ضد إسرائيل، وحماية مرقد السيدة زينب، فلماذا دخل إلى العراق اليوم، وفي جميع مناطق تواجده لا تتوافر أي أضرحة؟".

ويضيف "لم يعد للجيش العراقي دور يذكر، فالمليشيات باتت تشكّل عماد القوات التي تتصدّى لداعش، وعلى الولايات المتحدة أن تكون أكثر وضوحاً مع حكومة حيدر العبادي بخصوص ذلك".

المساهمون