"جوغينغ" حنان الحاج علي.. بين الواقع والفنتازيا

26 سبتمبر 2018
(من المسرحية)
+ الخط -

"جوغينغ - مسرح قيد التطوير" عنوان العمل الذي كتبت نصّه وأخرجته وقامت بتأديته الفنانة المسرحية اللبنانية حنان الحاج علي (1958) خلال السنوات الأربع الماضية، والذي تعيد تقديمه عند الثامنة من مساء السبت المقبل في "دارة الفنون" في عمّان.

تستند فكرة العرض إلى ممارسة رياضة الهرولة (الـجوغينغ) للوقاية من السمنة وتفتّت العظام والتوتر العصبي، حيث يخلق هذا الروتين تواصلاً وتداخلاً بين شخصيات المسرحية الثلاث وبين الفضاء العام للمدينة، تستعيد خلاله أدواراً ورغبات وأحلاماً وخيبات، حيث "يفرز جسدها هرمونَي الأدرينالين والدوبامين الذين يولّدان مفاعيل متناقضة محفزة ومحبطة، بناءة وهدامة، وذلك في إطار مدينة تدمر لتبني وتعمّر لتهدم"، بحسب بيان العرض.

تعيد الحاج علي اكتشاف ذاتها، وعلاقتها ببيروت، وتدخل تدريجاً في عوالم مختلفة، مفردةً علاقة خاصة بشخصية "ميديا"، في الأسطورة اليونانية، انطلاقاً من كونها مواطنة لبنانية وأمّاً، تعيد التفكير بما اقترفته، هي التي ذبحت أبنائها انتقاماً من زوجها كما جرى تناولها في مسرحية "أوريبيدس".

تجسّد أيضاً شخصية "إيفون" المرأة اللبنانية التي قتلت بناتها الثلاث وانتحرت انتقاماً كذلك من زوجها، ثم زهرة المرأة الجنوبية التي عاشت حالة شبه "ميديوية" بعد خيانة زوجها لها وفقدها أولادها الثلاثة.

تبدو معالجة صاحبة كتاب "تياترو بيروت" مركّبة؛ إذ تستحضر أسطورة "ميديا" باعتبارها الشريرة القاتلة التي تمثّل ضحية القهر الذكوري مجسَّداً في الزوج المتسلط والمتجبر، والتي تتحمل إسقاطات اجتماعية وسياسية وثقافية عديدة.

تُفتتح المسرحية بمشهد امرأة تؤدي التمارين الرياضية، ثم تبدأ تداعياتها بالقول: "أنا حنان الحاج علي، بنت علي أمين درويش، مواطنة لبنانية أصيلة منذ أكثر من عشر سنوات"، موضحة أنها تهوى ممارسة "الجوغينغ" في بيروت وتحديداً في منطقة الصنائع، لتتنقل إلى وصف المدينة المتعفنة وحياتها اليومية الرتيبة كامرأة متزوجة هاجر أولادها، وعانت ألم مرض أحدهم، وحضورها كامرأة محجبة، وعلاقاتها في المجتمع.

وضعت الفنانة ثلاث نهايات للمسرحية يمكن أن تختار في كلّ عرضين أو ثلاثة نهاية مختلفة، في لعبة يتداخل خلالها الواقع والفنتازيا حيث لا حدود بينهما، حيث لا يمكن التمييز بين الشخصية الحقيقية لحنان الحاج علي وبين تخييلها على الخشبة.

المساهمون