بعد رحيل رفيقهم الشاب عماد حشيشو في التاسع من الشهر الحالي في حادث سير، تلملم فرقة "جفرا" الفلسطينية شتاتها في لبنان وخارجه، لتغني بعد عقد من الصمت، وتستعيد ذكرياتها وذكريات جمهورها معها، في حفل "عودة الأبناء الضالين" الذي تقدّمه على خشبة مسرح "مترو المدينة" في بيروت عند التاسعة والنصف من ليلتي السادس والسابع من الشهر الجاري.
شكّلت "جفرا"، بعد أن انقضت الحرب الأهلية في لبنان، حالة في المشهد الموسيقي، وقدّمت الأغاني التراثية واحتضنت موسيقيين ومغنين فلسطينيين ولبنانيين يصدحون في ساحات الجامعات والمخيمات وعلى خشبات المسارح، فقدمت الأغنية الفلسطينية بوصفها شكلاً من مقاومة النسيان والاحتفاظ بأغاني الأرض والحصاد والأعراس والطقوس التي حملها اللاجئون الأوائل مع ما حملوا من ذكريات.
لكن الفرقة التي تأسست قبل ربع قرن، توقفت لمدة عشرة أعوام لتشتت أفرادها، وها هي تستعيد وقوفها على المسرح من خلال الحفل الذي يقوم على فكرة "لمّ شمل" أعضاء الفرقة الذي تفرقوا فمنهم من سافر وترك لبنان ومنهم من انصرف إلى شأن آخر غير الموسيقى، ومنهم من استمر في فرق ومشاريع أخرى.
عرفت "جفرا" الكثير من الموسيقيين والعازفين، تقول الفرقة في بيانها "لا يقدّم عرض "عودة الأبناء الضالّين" طرحاً موسيقياً مختلفاً عمّا كانت تؤديه الفرقة، بل هو يستعيد بأمانة الجوّ القديم، وأياماً خلت كان شبّان وشابّات لبنانيون وفلسطينيون يغزون المسارح والساحات بأنغام الفلكلور الفلسطيني والأغاني التي قدّمت لفلسطين وأناشيد الثورة والحريّة، في بيروت ومختلف مناطق لبنان".
تضمّ "جفرا" المغنين محمد خير موسى، أيمن زعرورة، محمّد حسّان، وائل أمهز، شاكر شهوان، نضال راشد، يحيى عيسى، هنادي حسّان، هند حسّان، عليا حاجو، ديانا دياب، سهى دياب، سناء خنيفس، كارول قانصوه. أما العازفون فهم جورج الشغوري وأحمد بركات وخالد حسين وعلاء غانم على العود، ويوسف الفحل على الكلارينيت، وخالد صبيح على البيانو، وسماح أبي المنى على الأكورديون، وأحمد الخطيب على الإيقاع، وبشار فران على الباس.