"#جرائم_في_الديسك".. هاشتاج يفضح قصور الصحافة المصرية

08 اغسطس 2014
وقوع المصريين ضحية غياب "المصدر"
+ الخط -
بعدما وصلت الصحافة المصرية لحالة غير مسبوقة من عدم المهنية والتحيز؛ دشّن صحافيون ونشطاء مصريون "هاشتاج" على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، لرصد أبرز وقائع الكذب والجرائم المهنية التي يمارسها كثير من الصحف، وأطلقوا عليه "#جرائم_في_الديسك".

الناشط أحمد درويش، كتب مذكراً بما سماها "أحقر كذبة"، والتي تسببت في مقتل أكثر من ألف إنسان خلال فضّ اعتصام ميداني رابعة والنهضة، لمؤيدي الرئيس المصري المعزول محمد مرسي، منسوبة لجريدة "الأخبار" القومية، حين كان عنوانها "أسلحة كيماوية في اعتصامي رابعة والنهضة".

أما مراسل شبكة "سي إن بي اس" في لندن، صفى نعيمي، فذكر بما عرف بفضيحة "الصورة التعبيرية"، التي اخترعها رئيس التحرير السابق للأهرام، أسامة سرايا، حين بدل ترتيب الرؤساء في واشنطن، ليبدو الرئيس المصري المخلوع مبارك في المقدمة يتبعه باقي الرؤساء؛ علماً أن الرئيس الأميركي، باراك أوباما، في الصورة الحقيقية يتقدم الرؤساء، ويتبعه مبارك في المؤخرة.

وعلق نعيمي على الصورة، بقوله "عندما كانت التعميرة أصلي"، ويقصد أن مخترع هذه الجريمة لم يكن في وعيه، وكان تحت تأثيرالمخدر.

الناشطة روان إدريس، نشرت خبر "القبض على عاطل اعتاد تفجير نفسه!"، في حين شارك حساب الموقع الخبري "منبر مصر"، بمانشيت لإحدى الصحف جاء فيه "جنرالات أميركا يحذرون أوباما: ابعد عن مصر.. السيسي هايفرمك".

ومن جانبها، نشرت الناشطة إنجي حمدي، مانشيت صحيفة الوفد الحزبية: "أوباما الإخواني"، وجاء في المانشيت "الرئيس أوباما عضو بالتنظيم الدولي للإخوان، وشقيقه مالك أحد نشطاء القاعدة". ولم تكتف"الوفد" بهذا الهزل، ولكنها زادت "الطين بلة"، وكتبت "أوباما اقتنع بالفكر الإخواني في إندونيسيا، وابن (الشاطر) هدده بكشف أوراق انضمامه للجماعة"، في إشارة إلى نائب مرشد جماعة الإخوان المسلمين خيرت الشاطر.

 

الملثّم الملتحي

ناشط آخر، ذكر بمانشيت من أشهر مانشيتات الصحافة في الفترة الأخيرة، وهو لجريدة "اليوم السابع"، يتحدث عن ملثمين ملتحين، وقالت الجريدة المعروفة بولائها للنظام الحالي في مصر: "شهود عيان: ملثمان ملتحيان على دراجة أطلقوا النيران على رواد الكنيسة".

أما المغرد محمود، فذكر بمانشيت لجريدة "الدستور"، إبان انتخابات الرئاسة عام 2012 عندما كان إردوجان رئيس الوزراء التركي "حلو وينفع يتضرب بيه المثل"، على حد تعبيره، تصف فيه مرشح النظام السابق آنذاك أحمد شفيق بـ"إردوجان مصر".

الصحافي إيهاب الزلاقي، ذكر قراء الصحيفة ذاتها بخبر يصلح لرواية بوليسية، وليس للصحافة، تصف فيها الصحيفة السيسي بـ"صائد الأفاعي". كما نشر مشاركة بالصفحة الأولى لجريدة "التحرير"، ولكنها تتحدث بالإنجليزية لتصف ما حدث في 30 يونيو بالثورة، وليس الانقلاب.

من جانبه، شارك الصحافي ياسر الزيات من خلال الهاشتاج، وسرد عدة "جرائم صحافية" نشرت في الصحف المصرية في الفترة الماضية، منها "وعلمت صحيفة (كذا) من العناية اﻹلهية أن ستة أشخاص نجوا من الموت". وأضاف "وعندك واحد صحافي كاتب: الذي لقي حدفه". 


وفي تغريدة أخرى، أشار لصحيفة نشرت خبراً كان نصه "وصول 4600 سائح إسرائيلي إلى شرم الشيخ لقضاء عطلة عيد الفطر المبارك".

وأرجع الزيات كوارث الصحافة المصرية لسوء التعليم على مدى 30 عاماً قضاها الرئيس الأسبق حسني مبارك في الحكم؛ ما نتج عنه تخريج جيل من الصحافيين لا يجيدون المهنة، ولا يتقنون اللغة العربية، ووصف ما اقترفه مبارك بـ "جريمة أمن قومي".

فيما أرجع مجموعة من الصحافيين والنشطاء المشاركين في الهاشتاج تردي حالة الصحافة لسيطرة رأس المال الموالي للنظام الحالي، والذي استخدمه لتشويه فصيل سياسي بعينه على حساب المهنية.

 

غياب المصدر الاعلامي

وفي ذات السياق؛ انتقد النشطاء حالة التردي الإعلامي، ونشروا على مواقع التواصل فيديو لقاء تلفزيوني لخبير الإعلام الدكتور ياسر عبدالعزيز في برنامج "صباح أون" على قناة "أون تي في"، تطرق خلاله لأداء الإعلام في الفترة الأخيرة، ووقوع المصريين ضحية لغياب "المصدر" في كل المخرجات الإعلامية في الفترة الأخيرة.

وطالب عبد العزيز المتلقي المصري بتحري الدقة في متابعة الأخباروالبحث عن المصدر، وهو في ذلك يقوم بدور الصحافي الذي تخلى عن مهنيته، بحسب تعبيره، متهما وسائل الإعلام المصرية باتباع منهج "قالوله"، والذي وصفه بأنه "يدمر العقول المصرية".

كما تطرق إلى أن الإعلام يعاني من عدم الانفتاح المطلوب، والذي يضمن وجود كل وجهات النظر والنقد المطلوب، ووصفه بأنه ينزع لإعلام"الستينات"، وأنه تم تهميش الرأي الآخر منذ بيان 3 تموز/يوليو الشهير.

وشدد عبد العزيز على أن ينسب الخبر لمصدر واضح ومعلن، شريطة عدم إيقاع ضرر بالمصدر. واشترط على الصحافي أن يعززه بمصدر آخر، وإذا كان الخبر يمس طرفاً آخر فيجب أن يأتي برد هذا الطرف.

وعاب عبد العزيز على الصحافيين المصريين التعامل مع تصريحات المصادر الأمنية كحقيقة مطلقة لا تقبل النقاش، في أغلب تغطيات الحوادث "الإرهابية" التي يتم نشرها في مواقع الأخبار، مشددا على ضرورة نزول الصحافي بنفسه لجمع المعلومة وعدم الاعتماد على بيانات وزارة الداخلية.

وعن الإعلام الاجتماعي؛ أكد عبد العزيز على أهميته كإعلام جديد يحقق الوصول للمعلومة بشكل سريع، مشيرا إلى أنه يجب التحقق من صحة الحسابات وخاصة الرسمية، ومراجعة المعلومات المستقاة منها ومطابقتها لسياق الأحداث والمنطق، واستدل على قوة الإعلام الجديد، بنجاحه في ترويج العدوان الإسرائيلي على غزة، وأكد أن انتصار حماس على إسرائيل في مواقع التواصل، هو ما أوصل حماس للانتصار على الأرض.

المساهمون