لم يكن الطفل إبراهيم من مدينة بيت حانون شمالي قطاع غزة، يعلم أنّ الصورة التي التقطها له المصور الفلسطيني حسن الجدي، وهو يلهو على ركام منزله المدمر، ستفوز بالجائزة الأولى في مسابقة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" للتصوير الفوتوغرافي، والتي عكس المشاركون فيها واقع الحياة في غزة.
عُرضت الصورة إلى جانب عشرات الصور في معرض "تستحق الحياة" الفوتوغرافي، الذي نظمته "الأونروا" بالتعاون مع "الاتحاد الأوروبي"، للإعلان عن الفائزين في المسابقة، وعَرض عشرات الصور المشارِكة، والتي تنوعت بين عكس آلام الواقع، وتطلعات المستقبل.
وقال الجدي لـ"العربي الجديد"، إن الصورة تحاكي الواقع المأساوي الذي يعيشه أهالي غزة، بعد حرب 2014 التي شنتها قوات الاحتلال الاسرائيلي على القطاع، وتبين الطفل إبراهيم وهو يلهو بدميته بعد شهور من نهاية الحرب، داخل منزله المدمر في منطقة أبراج الندى.
ضمّ مدخل المعرض الصور الفائزة في المسابقة، تلاها صور متنوعة، لمختلف مناطق قطاع غزة التي تعرضت للعدوان والدمار، لتوضح الأوضاع الصعبة لعائلات فلسطينية ما زالت تسكن البيوت الحديدية، بسبب عدم إعمار بيوتهم التي تحولت إلى أكوام من الركام.
وكانت الصورة الفائزة بالمرتبة الثانية، لطفل يلعب رياضة الجمباز واللياقة البدنية على جدران منزله المتواضع في مخيم جباليا، التقطها له المصور محمد زرندح الذي أوضح لـ"العربي الجديد"، رغبته بإيصال رسالة البيوت التي تفتقد لأدنى متطلبات المعيشة، مضيفا أن تعبيرات وجه الطفل تظهر مدى الإصرار على الحياة، رغم الصعاب والألم.
المرتبة الثالثة في المسابقة كانت من نصيب المصور الفلسطيني عماد نصار، وهي لمواطن فلسطيني يدعى سالم، مع ابنته ليان وابنة شقيقه، تستحمان في حوض، وهو الجزء الوحيد المتبقي من منزلهم المدمر خلال الحرب.
وعكست الصور المشاركة في المعرض الفوتوغرافي، المعاناة التي عانى وما يزال يعاني منها أهالي قطاع غزة، الذي تحاصره قوات الاحتلال الاسرائيلي منذ عشرة أعوام، خاصة الأطفال منهم، حيث أظهرت صورة لطفلة مهترئة الملابس، وقفت أمام حائط مهشم، وأطفال يلهون بين الركام.
واحتوى المعرض على صورة لأطفال حاولوا التغلب على واقعهم الصعب، من خلال التقاط صورة مع نافذة منزلهم المدمر، إلى جانب أطفال ركبوا دراجة "التك تك" النارية في طريقهم إلى مدرستهم، وأطفال آخرين يلهون فوق أسطح منازلهم المدمرة.
وتناولت بعض الصور مناطق أخرى، ظهرت فيها طفلة تغني مع شقيقها، وصورة لأطفال يلهون بماء البحر، إلى جانب أطفال يعزفون على أدوات موسيقية داخل بيوتهم المدمرة، وصورة لشاب يلعب الباركور، بين أبراج دمرتها صواريخ الاحتلال الاسرائيلي.
وقال مدير عمليات الأونروا في غزة، بو شاك، على هامش المعرض، إن كل صورة من الصور المشاركة تعبر عن آلاف الكلمات، مبيناً أن الصور التي عكست المعاناة، وتحدثت عن واقع الأطفال والحياة اليومية، هامة جداً في إيصال صوت الشعب للعالم.
من ناحيتها، بينت مديرة التعاون الدولي في الاتحاد الأوروبي اليكساندرا بيرز، أن هذه المعارض تتيح للشباب فرصة لإظهار مواهبهم في عكس الواقع، داعية الشباب إلى أن يكونوا على قدر المسؤولية في التغيير الإيجابي، حتى يتمكنوا من إيصال الرسائل التي يحملونها إلى العالم.
اقرأ أيضاً: فنانات ارتبطن برياضيين عرب: علاقة المال والشهرة والحب