وفي التقرير نفسه، أفاد المركز التابع لـ"رابطة الصحافيين السوريين"، بأن الشهر الماضي شهد 12 انتهاكاً بحق الإعلاميين، تراوحت بين الاحتجاز والضرب والمنع من التغطية الإعلامية.
وأوضح المركز أن "هيئة تحرير الشام" احتجزت الإعلامي محمد طاهر المصطفى في العشرين من الشهر الماضي، خلال عمله على تغطية تظاهرة قرب معبر باب الهوى الحدودي، لتفرج عنه بعد يوم، بعد تفتيش معداته. كما تعرّض الإعلاميان عدنان فيصل الإمام وحافظ ترمان، لاعتداء بالضرب من قبل عناصر في الهيئة، وصودرت معداتهما. منعت الهيئة أيضاً الإعلاميين عارف محمد وتد ومحمد سعيد وأنس تريسي ومصطفى دحنون، من تغطية التظاهرة نفسها، في العشرين من ديسمبر/كانون الأول الماضي.
وفي حديثه للمركز، قال الإعلامي عارف وتد: "أثناء تواجدي وزملائي للتغطية الإعلامية لتظاهرة قرب معبر باب الهوى الحدودي، تعرّض لنا عناصر من القوة الأمنية التابعة لـ (هيئة تحرير الشام)، بالمنع من التغطية، واحتجاز المعدات الإعلامية لفترة قصيرة، وذلك أثناء تفريقهم للمظاهرة قرب المعبر"، مشيراً إلى أن "المعدات الإعلامية أعيدت لي ولزملائي، إذ تواصل معي ومع بعض الزملاء المكتب الإعلامي للهيئة، وقدّم لنا توضيحات بخصوص إساءة بعض عناصر الهيئة وقت التظاهرة".
Facebook Post |
وأشار التقرير إلى أن السلطات اللبنانية منعت الصحافي أحمد القصير والمصور فادي قزقوز، المعروف بـ"فادي سوني"، في 17 ديسمبر/كانون الأول، من تغطية الأحداث اللبنانية من دون توضيح الأسباب. يعمل القصير وقزقز بشكل مستقل لصالح تلفزيون "سوريا" في لبنان، وسبق أن عمل القصير مع شبكة "الجزيرة مباشر" وتلفزيون "الآن".
ونقل المركز عن القصير قوله "لقيت وزميلي فادي اتصالاً من الأمن العام اللبناني في مدينة طرابلس، مساء يوم الإثنين 16 كانون الأول/ديسمبر، إذ تم استدعاؤنا لمراجعة مقر مركز معلومات الأمن العام في المدينة"، وأضاف "توجهنا صباح اليوم التالي إلى مركز معلومات الأمن العام، فطلبوا مني وزميلي فادي التوقيع على تعهد بعدم تغطية أي موضوع يتعلق بالأحداث في لبنان وعدم التحريض". وتابع: "قلت للموظف إنني أرفض التوقيع على موضوع عدم التحريض، كوني لم أحرّض، فأجابني بأن أي موضوع تنشره يعتبر تحريضا"، مشيراً إلى أنهما وقّعا على التعهد وغادرا مقر الأمن العام.
وأوضح المركز في تقريره أن الإعلامية رزان رمضان بركل أصيبت بشظايا رصاص قوات الجيش التركي، خلال تغطية احتجاجات أهالي مدينة عين العرب (كوباني) في ريف حلب الشمالي الشرقي، ضد الدوريات التي سيّرتها القوات التركية والروسية في المدينة.
وأكد المركز إصابة الناشط الإعلامي إدريس عبد الله، المعروف باسم "دليار جزيري"، بقصف لقوات المعارضة السورية خلال تغطيته للأحداث في قرية أم الكيف في ريف الحسكة، حيث يعمل مراسلاً لقناة "روناهي"، وهو أيضاً عضو في "اتحاد الإعلام الحر".
أوضح جزيري، في حديثه للمركز، أنه أصيب بشظية مدفع هاون مصدرها قرية الدربو، الواقعة تحت سيطرة قوات المعارضة، وأن الإصابة كانت في صدره، فأسعف إلى مشفى تل تمر لتلقي العلاج حينها.
وقال المركز إن الإعلامي فاضل حماد الذي يعمل مراسلاً للقناة الفضائية السورية التابعة لنظام الأسد أصيب بجروح جراء قصف مدفعي خلال تواجده في قرية أم شعيفة القريبة من بلدة تل تمر في ريف الحسكة، حيث تلقى العلاج اللازم.
ودعا المركز إلى احترام حرية الصحافة وضمان سلامة العاملين في الحقل الإعلامي ومحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات، وأوصى باحترام "المادة 19" من "الإعلان العالمي لحقوق الإنسان" التي تنص على أن "لكل شخص الحق في حرية الرأي والتعبير، ويشمل هذا الحق حرية اعتناق الآراء من دون أي تدخل، واستقاء الأنباء والأفكار، وتلقيها وإذاعتها بأي وسيلة كانت، من دون تقيّد بالحدود والجغرافيا".