"تاريخنا فخرنا".. دراما تاريخية عن أمجاد المغرب

18 مايو 2015
فريق عمل "تاريخنا فخرنا" (العربي الجديد)
+ الخط -

تبثّ قناة "ميدي1 تي في" المغربية حالياً مسلسل "تاريخنا فخرنا"، يروي معالمَ رئيسية من حياة ومسار عدد من أبرز شخصيات تاريخ المملكة، وترمي إلى تعريف جمهور المشاهدين بمراحل هامّة من ماضي البلاد، تحديداً التي بصمت تاريخها وقيمها التليدة، وذلك باللهجة المحكية "الدارجة"، وليس العربية الفصحى!

وعن سبب اعتماد اللهجة "الدارجة" بيّنت إدارة القناة، من خلال تقديمها لهذا العمل التلفزيوني، أنه مسلسل أسري ممتع، يجمع بين الطرح التاريخي السهل، والجاذبية في العرض والتمثيل، بأسلوب سلس وبسيط، يُظهر قيم الانفتاح والتسامح الديني، ويوضح الدروس التي يتركها لنا التاريخ، علّنا نستفيد منها، ونقرأها قراءة صحيحة.

ويعتبر عرض سلسلة تلفزيونية باللغة المحلية الدارجة، أمراً لافتاً وغير مسبوق في الأعمال الفنية ذات الطابع التاريخي بالقنوات المغربية، وهو ما يفسره المؤرخان امبارك زكي وعلال ركوك، المشرفان على السلسلة، بالرغبة في أن "يصل العمل إلى أكبر عدد ممكن من المغاربة".

وتبث السلسلة التلفزية مسارات وأحداثا ترتبط بأربع شخصيات تاريخية مغربية لها بصمات واضحة في تاريخ البلاد، وهي: القائد طارق بن زياد، والسيدة الحرة، زوجة السلطان أحمد الوطاسي، وأحمد المنصور الذهبي، أحد ملوك السعديين في القرن 16، ثم ابن رشد.

ووفق المشرفين على هذه السلسلة التلفزية، فإن تحديات وصعوبات اعترضت تنفيذ هذا العمل الفني، منها مسألة المساكن والبيوت، وأزياء الممثلين الذين شاركوا في "تاريخنا فخرنا"، بالنظر إلى حدوث العديد من التحوّلات الطارئة بين تلك العصور التاريخية والواقع الراهن. وقد عاد صنّاع المسلسل إلى الكتب التي سردت حياة تلك الشخصيات، لتحديد شكل اللباس والمساكن التي كانت الشخصيات الممثلة تعيش فيها.

وقال مخرج السلسلة، أنور معتصم، في تصريح لـ"العربي الجديد" إن إخراج مسلسل يتناول شخصيات تاريخية ليس مثل إخراج مسلسلات اجتماعية أو درامية، لأن هامش الابتكار والتخييل فيها محدود بحكم طبيعة تلك الشخصيات التاريخية.

وحول ما قيل عن استخدام سيئ للهجة العامية التي تحدث بها أبطال المسلسل، قال المخرج: "لجأنا إلى هذا لنبتعد عن الحوارات الأكاديمية والنخبوية، وإيصال المعلومة التاريخية البسيطة بطريقة سلسلة إلى أكبر عدد متاح من الجمهور".
وبخصوص حديث البعض عن ضعف أداء بعض الممثلين في السلسلة الجديدة، من قبيل الدور الذي أداه الفنان مراد الزاوي، مجسداً شخصية القائد طارق بن زياد، أبرز المخرج ذاته أنه بخلاف ما يروجه البعض يرى أن هذا الممثل أتقن دوره كما ينبغي وقدم أكثر مما كان يُنتظر منه.

واعتبر المخرج أن هذا العمل الفني يعتبر سابقة في التلفزيون المغربي، لأن الخريطة الدرامية في التلفزيون المغربي تفتقد الأعمال التي تعرّف الأجيال الجديدة بشخصيات من تاريخ البلاد، توجد فقط في الكتب التعليمية أو المتخصصة.

اقرأ أيضا:"سرايا عابدين".. حريم الخديوي يكتبن التاريخ
دلالات
المساهمون