"بين دجلة وفرات": عراق بالأسود والأبيض

ينطلق اليوم معرض "العراق، بين دجلة وفرات" للمصوّر الفرنسي إدوارد بو في صالة "مختبر دوبون" في العاصمة الفرنسية باريس، ويتواصل حتى 15 أيلول/ سبتمبر المقبل.

يضمّ المعرض مجموعة من الصور الفوتوغرافية وأعمال الفيديو التوثيقية، التي تتناول الحرب والجغرافيا والطوائف وحياة الريف والمدينة في العراق وكردستان، وتحاول أن ترصد التمزّقات في بلاد تعيش الحرب منذ أكثر من عقد.

ولإنجاز سلسلة الصور هذه قضى المصوّر الفرنسي قرابة تسعة أشهر في العراق ما بين عامي 2012 و2013، حيث التقط مجموعة من الصور التي ستعرض بالأسود والأبيض لمناطق كثيرة من بينها: الموصل، سامراء، كفري، أربيل، الناصرية، كربلاء، العين تيرنر، النجف، الكوفة، البصرة، الزبير، الحلة، جلولاء، بابل، بغداد، الرمادي، العمادية، دوميز.

وعن هذه التجربة يقول بو في بيانه عن المعرض "أردت أن أعطي الكلام لأهل البلاد، أو أوثق بالفيديو والصور حياتهم، حياة الفلاحين والجنود والرعاة وأناس التقتيهم بالصدفة، من دون أن يكون هناك سرد للحكايات، القصص تروى من خلال الرحلات المستحيلة مروراً بالمناطق المقسّمة التي تغطيها نقاط التفتيش والأسلاك الشائكة، حيث قامات الرجال المسلحين تلوح من بعيد واقفة على خيوط لامرئية من تاريخ الشعب الذي صنعها".

ويوضح المصوّر كيف أن تصوير الرجال والنساء والمناظر يكشف الجسر الذي يربط الأشخاص بالمناطق التي يقطنونها، وعلاقة ذلك بطبيعة إيمانهم ومذاهبهم وانتماءاتهم، ويكشف تعاطف الناس في كل منطقة مع الأخرى.

ويعتبر بو أن عمله محاولة بصرية لرصد عنف الدمار الذي لحق بالدولة العراقية منذ الاحتلال الأميركي ثم الانقسام المذهبي وصولاً إلى الواقع الحالي الذي يمزّق البلاد وأهلها.