عشر سنوات مضت على المرسوم الحكومي بضمّ بيت عباس محمود العقاد (1889 – 1964) في مدينة أسوان (جنوب مصر) إلى المباني التراثية التي يُمنع هدمها، ليصبح معلماً مفتوحاً للزوّار، لكن استنكارات منظّمات المجتمع المدني وبعض المثقّفين لا تزال مستمرّة لأن القرار ظلّ حبراً على ورق.
أسرة صاحب "رجعة أبي العلاء" انتقدت احتفاء وزارة الثقافة بمرور 53 عاماً على رحيله هذا الشهر مؤكّدة على مقاطعتها أية فعالية تُقيمها في ذكراه، لأنها لم تف بوعودها المتكرّرة بترميم منزله الذي تُرك عرضة للإهمال سنين طويلة، ما سبّب تشقّقات وتصدّعات في جدرانه وتسرّبت المياه الجوفية أسفلها حتى أصبحت آيلة للسقوط.
كما وُجّهت الانتقادات إلى محافظ أسوان الذي زار البيت أكثر من مرّة وتعهّد بترميمه، وتعيين لجنة لدراسة مقترحات تحويله إلى متحف يضمّ مقتنياته الشخصية وكتبه، لكن اللجنة توقّفت عن عملها، وظلّ المبنى على حاله.
البيت الذي أنشأه العقاد في شارع عباس فريد عام 1948، تبلغ مساحته 220 متراً، ومكوّن من ثلاثة طوابق، وقد شهد صالوناً أدبياً يعقده حين يزور مدينته التي وُلد فيها قبل أن ينتقل إلى العاصمة ويعيش في عدد من أحيائها، ويستقرّ به المقام في حي مصر الجديدة على ناصية شارع السُلطان سليم، وللمفارقة فإن بيته "القاهري" يعاني الإهمال ذاته، وهو مهدّد بالانهيار أيضاً.
رغم صدور قرارات رسمية بتحويل بيوت منازل كتّاب وفنانين إلى متاحف باعتبارها جزءاً من التراث المصري، إلاّ أن أغلبها لم ينفّذ، كما هو الحال مع منزل الشاعر أحمد رامي في حدائق القبة، ومنزل بيرم التونسي في الإسكندرية، ومنزل هدى شعراوي في المنيا وغيرهم كثر.