لم تمنع العاصفة القطبية شديدة البرودة التي ضربت الأراضي الفلسطينية خلال الثماني والأربعين ساعة الماضية، العديد من النشطاء الفلسطينيين من إعادة بناء قريتهم "بوابة القدس" للمرة التاسعة على التوالي، رغم تهديدات الاحتلال لهم بالعودة لهدمها ومصادرة محتوياتها المتواضعة جدًا من فرش وأغطية، ومواقد حطب كانت رفيقهم في ليالي البرد.
وأمضى النشطاء لياليهم وسط العتمة وعيونهم ترقب جنود الاحتلال ودورياته، التي ما انفكت تحوم في محيط القرية، فيما يرقبون مدينة القدس، وتتراءى من بعيد إليهم قبة الصخرة الذهبية وتيجان الثلج التي غطت هلال القبة وأسوار القدس العتيقة.
وقال منسق لجان المقاومة الشعبية في منطقة جنوبي شرق القدس، هاني حلبية، لـ"العربي الجديد": إننا باقون هنا رغم البرد الشديد، فلن نغادر القرية، وفي كل مرة سنعيد بناءها.
ويؤكد حلبية انضمام المزيد من النشطاء للمقيمين في قرية "بوابة القدس" على مدى يومين "للتأكيد على رسالتنا بأننا باقون، حيث أعددنا لبقائنا كل عدة، ولن نغادر طالما يهدد الخطر عشرات العائلات البدوية".
كان النشطاء أوقدوا الحطب في جوار خيمتين عصفت بهما الريح، واحتفلوا بإطلاق سراح زميل لهم هو محمد مطر "أبو حسن"، الذي اعتقل لأيام في معتقل "عصيون" جنوبي بيت لحم، لكنه عاد عقب الإفراج عنه بلحظات للخيمة ليشجع الآخرين على البقاء، بعدما حصنوا خيمتهم بوسائل تدفئة إضافية.
بالأمس وفي ساعة متأخرة من الليل، عقد النشطاء ولجان المقاومة الشعبية في القدس اجتماعًا طارئًا ناقشوا فيه آخر التطورات، في ظل الهجمة الشرسة من قبل الاحتلال الإسرائيلي على المقدسات الإسلامية والمسيحية وعلى رأسها المسجد الأقصى المبارك، والتغول الاحتلالي في محافظة القدس في ظل حملة الانتخابات الإسرائيلية التي جعلت من الدم والأرض الفلسطينية مادة للتنافس الانتخابي الإسرائيلي لدى الأحزاب المتطرفة.
وقررت لجان المقاومة الشعبية في محافظة القدس الاستمرار في اعتصامها في خيمة "بوابة القدس" وتوسيع الاشتباك مع الاحتلال في كافة أحياء وقرى المحافظة، من خلال تعزيز المقاومة الشعبية في كافة المناطق.
كما ناشدت لجان المقاومة الشعبية كافة الهيئات الرسمية والشعبية، وعلى رأسها الرئيس الفلسطيني محمود عباس وكافة المسؤولين، للوقوف عند مسؤولياتهم في تعزيز صمود المواطنين في كافة المناطق المستهدفة في القدس، وتعزيز إمكانيات المقاومة الشعبية وصولاً لتحقيق الحرية والاستقلال، وإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، والتي يسعى الاحتلال جاهدًا لإجهاضها.
وطالبت لجان المقاومة الشعبية في بيانها الرسمي، الرئيس عباس بتكليف رئيس لهيئة مقاومة الجدار والاستيطان، خلفًا لرئيسها الشهيد زياد أبو عين من صفوف المقاومة الشعبية الميدانيين، ولتعزيز دور الشباب في قيادة المرحلة، فيما تعهدت اللجان باستمرار النضال واعتبار هذا العام عام الأرض الفلسطينية، وعام القدس عاصمة أبدية لفلسطين.
هذه المطالب ضمنها النشطاء بيانهم، رغم عاصفتين ألمتا بالقدس، هما: الاحتلال بعنف همجيته، والمنخفض القطبي.
اقرأ أيضا:
نشطاء فلسطينيون يشيدون "بوابة القدس" للمرة السادسة
تدشين "بوابة القدس" للمرة الرابعة لمواجهة الاستيطان
الاحتلال يقتلع خيام قرية بوابة القدس ويعتدي على قاطنيها