"بسمة صباح" جديد يارا صبري عن بداية الثورة

14 مايو 2015
من مسلسل "وجوه وأماكن" (العربي الجديد)
+ الخط -
عبر صوتها، ومن خلال الأثير الإذاعي، تطلّ الممثّلة السورية، يارا صبري، هذه المرّة، بطلة للمسلسل الإذاعي "بسمة صباح"، الذي يُذاع حالياً عبر إذاعة "روزنة" السورية، بمشاركة عدد من الفنانين السوريين، بينهم إياد أبو الشامات، فدوى سليمان، حلا عمران، ورامي فاضل، الفكرة والإخراج للينا الشوّاف، والسيناريو لحازم حازم. عن تجربتها الجريئة تحدّثت صبري لـ"العربي الجديد".

"ليست تجربتي الأولى، سبق أن قدّمت مسلسلات إذاعية، الصعوبة هنا كانت تقنية. لم يكن إنجاز العمل سهلاً، قام كلّ من الفنانين المشاركين بتسجيل أصواتهم بشكل منفرد، بسبب تواجدهم في دول مختلفة، وتولى المونتاج العبء الأكبر في إنجاز العمل".

وعن العودة إلى الجمهور عبر الإذاعة قالت: "اختياري اعتمد على المضمون الدرامي أكثر من النوع، فدراما (بسمة صباح) منسوجةٌ بعنايةٍ ودقة، وتبيّن القيمة المعنوية الحقيقية للمرحلة التي تتناولها، وتقدّم متعةً للمستمع كون العائلة التي يتحدث عنها المسلسل نموذجاً للكثير من العائلات السورية التي عاشت تلك المرحلة".

ورغم اعترافها بالقوة الأكبر والانتشار الأوسع، الذي تتمتع به الأعمال التلفزيونية، تؤمن يارا بقدرة الأعمال الإذاعية على إيصال الرسالة المرجوّة من العمل، وتستشهد بوجود العديد من الأعمال الإذاعية الراسخة في وجداننا، رغم مرور زمن طويل على بثّها.

قصّة المسلسل
عن قصة المسلسل قالت صبري باختصار إنها قصّة عائلة سورية دمشقية، تعايش أحداث الثورة السورية، وتختصر في مكوناتها انقسامات المجتمع السوري تجاه الحراك الثوري، وتفاصيل كثيرة يحكيها "بسمة صباح"، الذي ترى يارا أنّه موجّه للعائلة السورية بأكملها، ويهدف من خلال لسان شخصياته وأدقّ التفاصيل التي يعيشونها، لإيصال صوت شريحةٍ هامةٍ من الشعب السوري، شاركت في الحراك السلمي للثورة، وشكلت الروح الحقيقية لها.

يعود "بسمة صباح" إلى بدايات الثورة السورية، الحلقة الأولى، والتي أذيعت منذ أيام قليلة تظهر يوميات عددٍ من السوريين يشاركون في مظاهرة احتجاجية ضدّ النظام السوري، في منطقة الميدان بقلب العاصمة دمشق، ويسلّط الضوء على ما يمرون به من مخاطر وتهديدات وخلافات مع آخرين رافضين لهذه المظاهرات.

أما الحلقة الأسبوعية الثانية فتناولت صدامات مباشرة بين الأخوة والجيران، الذين انقسموا بين مؤيدين ومعارضين، والتي وصلت إلى الضرب، خلال وقفة صامتة على أرواح الشهداء في إحدى ساحات دمشق، وسلّطت الضوء على من سمّوا حينها بالتيار الثالث، وهي الفئة التي لم تشارك بالحراك الثوري، ولم تقف بالمقابل في صفّ النظام، إلا أنّهم لم يسلموا أيضاً من قمع النظام، كما تناولت حالة البلبلة التي سادت في مؤسسات الدولة، والوشايات التي أدّت إلى اعتقال بعض الموظّفين وفصل آخرين.

انطلاق الثورة
يخالف المسلسل الأعمال التلفزيونية التي تناولت مراحل لاحقة من مجريات الثورة السورية، وأغفلت هذه المرحلة، وتبعاً ليارا فالسبب هو "ضغط الرقابة، والتوازنات السياسية لبعض المحاطات الفضائية"، وتتهم الفنانة هذه الأعمال التلفزيونية "بأنها تناولت حالة الفوضى والإرهاب المتطرّف ودخول الغرباء، دون أي التفات إلى الأسباب المنطقية التي أدّت إليها"، وتضيف أنّ "من الممنوعات الرقابية في سورية أن تظهر الثورة السورية كثورة حرية وكرامة".

من جهتها، ترى الشواف أنّ "هذه العودة كانت ضرورية للتذكير بمبادئ الثورة، وأرشفة ما حدث في سورية منذ بداية الثورة، وتشير إلى أنّ "السيناريو سيصل بأحداثه إلى بدايات 2014، وسيذاع على مدى سنة من الآن، بمعدّل نصف ساعة أسبوعياً".

اقرأ أيضا:يارا صبري.. الصدق الفني على طريقة ستانسلافسكي

وتبدي تفاؤلها بأن العمل سيحقّق نسبة استماع جيدة، وإن كانت ضمن المناطق المحددة التي يغطيها أثير الإذاعة في سورية. كما تعرب عن رضاها عن التسويق الذي يحظى به العمل، وتبعاً للشواف فقد "حظيت الحلقة الأولى خلال يوم واحد بـ 29 ألف استماع عبر شبكة الإنترنت، مما يعتبر نجاحاً ملحوظاً".

وتوافق الشوّاف على أن معظم الإذاعات السورية حديثة العهد لا تستطيع الوصول إلى المستمع السوري في الداخل السوري، وأنّ "تواجد الموجات القصيرة سيكون الحلّ الأنسب لإحداث انتشار أوسع لمعظم الإذاعات داخل سورية، لذا فسيكون لروزنة بث إف إم قوي اعتباراً من الأول من يونيو/حزيران القادم" ، وتشير إلى "وجود نسب متابعة جيدة لإذاعة روزنة التي تبث عبر الأقمار الصناعية خاصة في دمشق".

ثورتنا غنيّة كبلادنا
وكانت "روزنة" قد سبقت غيرها من الإذاعات السورية المحسوبة على الثورة السورية، في اجتذاب الفنان السوري المعارض، وتسليط الضوء على قضايا المجتمع السوري ونقل دراما يوميات السوريين عبر إذاعتها.

وعن تعاون الإذاعة مع يارا صبري، تقول لينا الشواف، مديرة الإذاعة ومخرجة العمل، إنّ "اهتمام يارا صبري بالقضايا الإنسانية في سورية قبل الثورة السورية، كجرائم الشرف وغيرها، جعلها ممثلاً حقيقياً للمواطنة السورية، ودراما (بسمة صباح) تحتاج إلى روح الإنسان السوري قبل الفنان".

وتضيف: "كانت يارا من النجوم القلائل الذين اتخذوا موقفاً إنسانياً واضحاً مما يتعرّض له السوريون من قبل النظام السوري". من ناحيتها، تجد يارا في الإذاعة داعماً لفكرة المجتمع المدني، وتعبّر عن قناعتها بوجود حاجة كبيرة لصوت العقل في الوقت الراهن، وتقول إنّها تجده بكل ما تقدمه الإذاعة اليوم.

وتعرب يارا عن أملها بأن "يستمر (بسمة صباح)، كمشروع ثقافي فني ثوري وتوعوي، وأن لا تتوقف هذه الحالة الفنية عند حدود عمل إذاعي"، وتتابع: "ثورتنا غنية كبلادنا، أتمنّى أن أرى أعمالاً فنية تمثل وجع وألم وشجاعة الشعب السوري بكلّ بيئاته ومكوّناته".

وعن مشاركاتها الفنية القادمة، تشارك صبري في مسلسل "وجوه وأماكن" للمخرج هيثم حقّي، وذلك بعد انقطاع فنّي عن الشاشة امتدّ لأكثر من 4 سنوات، وقد أنهت تصوير مشاهدها في تركيا وتصوّر قريباً مشاهد في باريس.

اقرأ أيضا:نجوم سوريون دفعوا ثمن مُعارضة النظام: أين هم اليوم؟
دلالات
المساهمون