"#بدنا_ولادنا" و"#لهيب_الثلاجة" يشعلان مواقع التواصل لاسترداد جثامين الشهداء الفلسطينيين

27 اغسطس 2019
27 آب يوم وطني لاسترداد الجثامين (حملة استرداد الجثامين)
+ الخط -
أطلق ناشطون فلسطينيون وعرب حملةً إلكترونية للمطالبة باسترداد جثامين الشهداء التي يحتجزها الاحتلال الإسرائيلي منذ سنوات، سواء تلك المدفونة في ما بات يعرف بـ"مقابر الأرقام"، أو من يحتفظ بجثامينهم في ثلاجات الموتى.

وتحت وسمي "#بدنا_ولادنا" و"#لهيب_الثلاجة"، غرد الناشطون الفلسطينيون والعرب والمتضامنون مع القضية الفلسطينية عبر العالم وبلغات مختلفة، منذ ليل أمس الإثنين، مطالبين بإعادة جثامين الشهداء، ودفنها بالشكل اللائق، وفقاً للشريعة الإسلامية، وهو ما أقرّته أيضاً القوانين والشرائع المختلفة.

وعمّمت "الحملة الوطنية لاسترداد جثامين الشهداء الفلسطينيين" على صفحتها على "فيسبوك"، عدة تصميمات وعبارات ضمت معلومات وأرقاما عن قضية احتجاز الجثامين، حيث تشير المعلومات التي نشرتها الحملة الوطنية إلى وجود 253 شهيداً محتجزاً في مقابر الأرقام، و51 شهيداً موجوداً في "ثلاجات الموتى"، خصوصاً أولئك الذين قتلتهم قوات الاحتلال إثر "هبة القدس" التي اندلعت في الضفة الغربية في أكتوبر/ تشرين الأول 2015.

وحسب الحملة الوطنية لاسترداد جثامين الشهداء الفلسطينيين، فإن هناك 68 مفقوداً منذ بداية الاحتلال حتى اليوم ولا يُعرف مصيرهم، وينكر الاحتلال أي معلومات حولهم.

ووفق أحد القائمين على الحملة الناشط حسين شجاعية، فقد انطلق التغريد تمام الساعة الثامنة من مساء أمس الإثنين عبر الوسمين "#بدنا_ولادنا" و"#لهيب_الثلاجة"، بمشاركة المئات من الناشطين والمؤثرين عن منصات التواصل الاجتماعي المنوعة، للمطالبة بدفن الشهداء بالطريقة اللائقة وفق العادات والتقاليد المتعارف عليها، ووضع حد لمعاناة ذويهم.

يُشار إلى أن الحملة الوطنية لاسترداد جثامين الشهداء المحتجزة والكشف عن مصير المفقودين، أطلقها مركز القدس للمساعدة القانونية وحقوق الإنسان عام 2008، وتؤدي دوراً رئيسياً بتوثيق كل المعلومات المتوفرة عن الشهداء المحتجزين والمفقودين من عائلاتهم والفصائل التي ينتمون إليها، إلى جانب سلوك الطرق القانونية أمام المحاكم الإسرائيلية للمطالبة باسترداد الجثامين في أسرع وقت.

ويعتبر السابع والعشرون من آب/ أغسطس في كل عام، يوماً وطنياً لاسترداد جثامين الشهداء.

وأوضح شجاعية في حديث لـ"العربي الجديد"، أنّ الحملة استبقت فعالياتها بلقاءات مع الجهات الرسمية الفلسطينية، وتحديداً وزارتي الخارجية والداخلية. فقد جرى تسليم ملف قانوني متكامل من ذوي الشهداء للخارجية الفلسطينية لتفعيل هذا الملف عبر مختلف المحافل الدولية، خصوصاً على صعيد السفارات والقنصليات الفلسطينية المنتشرة حول العالم.

ووفق شجاعية، فقد طالبت الحملة وزارة الداخلية الفلسطينية أيضاً باتخاذ كافة الإجراءات التي من شأنها التخفيف من معاناة ذوي الشهداء، وتحديداً إصدار شهادات وفاة، نظراً لما يترتب على ذلك من حقوق تتعلق بالميراث والعدة لأبناء وزوجات الشهداء، وغيرها من القضايا المجتمعية والشرعية.

بدورها، أوضحت منسقة الحملة الوطنية لاسترداد جثامين الشهداء، سلوى حماد، أن التغريد عبر "السوشيال ميديا" يسهم دون أدنى شك في التعريف بهذه القضية الوطنية والإنسانية بشكل كبير، حيث تنوعت مشاركات المغردين ما بين نشر صور للشهداء الذين تحتجز سلطات الاحتلال الإسرائيلي جثامينهم، أو مقاطع فيديو خاصة بعائلاتهم، تكشف عن مدى مأساتهم.

وأشارت حماد إلى أن القائمين على الحملة الإلكترونية تواصلوا مع "المؤثرين" الفلسطينيين والعرب والأجانب عبر مختلف المنصات الاجتماعية، مثل الفيسبوك وتويتر و"سناب شات" وغيرها، حيث تحظى تلك الشخصيات بمتابعات كبيرة، تصل لملايين المعجبين عبر العالم، وبالتالي فإن توظيف هذه الشخصيات أمر هام اليوم لإيصال هذه الرسالة الوطنية والإنسانية.

وكان التغريد على مواقع التواصل الاجتماعي بعدة لغات، ما يعني، وفق حماد، الوصول إلى أكبر شريحة ممكنة، حيث تم التركيز على البعد القانوني لهذه الجريمة الإسرائيلية التي تخالف أبسط قواعد حقوق الإنسان والمعايير الدولية.

وكتب "أحمد العربي" أحد أقارب الشهيد باسل الأعرج، قائلاً "في السابق، أو بالأحرى قبل استشهاد باسل واحتجاز جثمانه، كنت أقول دائما عندما أسمع خبر احتجاز جثمان شهيد ما، وما الفرق! سيدفن في فلسطين، وأسأل ما الفائدة من المطالبة بجثة! المطالبة بالأحياء أولى، حتى عندما تتم صفقات تبادل ويذكر موضوع استرجاع الجثامين لا أبدي اهتماماً ‏حتى استشهد باسل واحتجز جثمانه لمدة 11 يوماً، تلك الأيام كانت عبارة عن سنين طويلة، عن نار في الصدور، عن شخص كان بيننا ولَم يبقَ منه شيء، في هذا الظرف تعرف ماذا يعني أن يُحتجز جثمان ويستخدمه الاحتلال كعقاب، وتعرف حجم القهر ولا يفارقك هذا القهر إلا عندما تحتضن فقيدك".






المساهمون