"الوفاق" تحرّر قاعدة الوطية... وتتحوّل نحو استكمال تحرير المنطقة الغربية بليبيا

18 مايو 2020
معركة تحرير قاعدة الوطية جرت على مراحل (محمود تركية/الأناضول)
+ الخط -
قال آمر منطقة طرابلس العسكرية التابع لرئاسة أركان الجيش الليبي، عبد الباسط مروان، إن دخول قوات حكومة الوفاق إلى قاعدة الوطية، صباح اليوم الاثنين، كان المرحلة النهائية لمعركة تحرير القاعدة.

وأوضح مروان، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن معركة تحرير القاعدة جرت على مراحل للتقليل من الخسائر البشرية، بالاعتماد على سلاح الجو، و"هذا ما تم بالفعل اليوم، إذ دخلت قواتنا من دون سقوط أي جريح".

وأضاف أن عملية اقتحام القاعدة تمت بشكل مباغت بعد صدور أوامر الغرفة الرئيسية لعمليات المعركة، مؤكدا أن "القاعدة ومحيطها حاليا خاليان من أي اشتباكات"، وأن مليشيات اللواء المتقاعد خليفة حفتر فرّت من القاعدة باتجاه المناطق الجبلية على أثر أول تقدم لقوات "الوفاق".

وأكد الآمر العسكري لمنطقة طرابلس أن "الأمر لن يتوقف عند حد السيطرة، بل ستقوم الفرق العسكرية بإعادة القاعدة إلى العمل في أقرب وقت، لتدخل ما تبقى من مراحل معركة تحرير المنطقة الغربية"، وشدد على أن "إعادة القاعدة للسيطرة ليست إلا مرحلة من المراحل المقبلة". 

وعما إذا كان جنوب طرابلس وترهونة الوجهة الجديدة لقوات الحكومة، أكد أن "مناطق جنوب طرابلس وترهونة يكاد يكون الأمر فيها محسوما، ولكن تأجيل اقتحامها جاء بسبب مراحل الخطط العسكرية الموضوعة".

عملية تمشيط واسعة

وفي السياق ذاته، قال المتحدث الرسمي باسم الجيش الليبي، محمد قنونو، إن قاعدة الوطية تخضع حاليا لعملية تمشيط واسعة تمهيدا لإرجاعها للخدمة بعد السيطرة عليها بالكامل. وأضاف قنونو، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن "عملية السيطرة مرت بمراحل، لكن نتائجها كانت منذ البداية محسومة لقواتنا"، مشيرا إلى أن تدمير منظومتي الدفاع الجوي، أمس وأول من أمس، جعلت المليشيات تنهار وتفقد أملها في الاستمرار في الوجود بالقاعدة.

وبينما أكد قنونو عدم وقوع قتلى أو جرحى في عملية اقتحام القاعدة، أشار إلى أن "الخطط الموضوعة لعملية تحرير البلاد من قبضة مليشيات حفتر قد تتجه إلى محاور جنوب طرابلس، لإبعاد خطر مليشيات حفتر وقصفها العشوائي على المدنيين".

وفي وقت لاحق، أعلنت عملية "بركان الغضب" عن سيطرتها على منظومة دفاع جوي روسية داخل قاعدة الوطية الجوية.

وأشارت العملية، على صفحتها الرسمية، أن المنظومة هي من نوع "بانتسير" المضادة للطائرات، وجدت مثبتة على سيارة، وعثر معها على دليل استخدام مترجم إلى اللغة العربية.

إلى ذلك، بارك مجلس النواب المجتمع في طرابلس عملية تحرير القاعدة من "هيمنة العصابات المسلحة التي يقودها مجرم الحرب حفتر وتدعمها قوى خارجية معادية". وطالب المجلس، في بيان له ظهر اليوم، قوات الجيش بالاستمرار في عملياته القتالية "حتى تطهير كافة أرجاء الوطن من المعتدين والتعجيل بعودة النازحين إلى مساكنهم".

ومنذ قرابة الشهر، كثفت قوات "بركان الغضب" من ضرباتها الجوية على القاعدة ومحيطها بهدف إضعافها. كما أحبطت، خلال يومي السبت وأمس الأحد، عملية إعادة الحياة للقاعدة من قبل حفتر بإرسال منظومتين للدفاع الجوي روسيتي الصنع، تم تدميرهما.

وإثر إطلاق حكومة "الوفاق" عملية "عاصفة السلام"، في 26 مارس/ آذار الماضي، نفذت هجوماً مباغتاً على القاعدة، تمكنت خلاله من أسر عدد من مسلحي قوات حفتر، من بينهم مرتزقة أفارقة، قبل أن تنسحب منها على الفور. 

وتقع القاعدة في قلب تحصينات طبيعية توفر لها حماية من أي هجمات من جهة الساحل، لكنها ترتبط بمسارب جبلية في مناطق الجبل الغربي، لا تزال على ولائها لحفتر، وهو ما جعلها تشكل تهديداً مستمراً لقوات حكومة "الوفاق" ومناطق سيطرتها الجديدة في غرب العاصمة.

ومنذ سنوات حكم نظام معمر القذافي، شكلت القاعدة هاجساً لأمن الدول المجاورة لليبيا غرباً، بسبب موقعها القريب من الحدود التونسية، ومجالها الجوي الذي يغطي أيضاً مساحة من الجزائر، ما جعلها غير ذات فعالية طوال نظام القذافي، الذي اتخذها في بعض السنوات مقراً لسرب من طائرات "ميراج" قبل نقله إلى قواعده الأخرى، وهو ما جعل القاعدة بعيدة عن تأثير الضربات المكثفة لحلف شمال الأطلسي (الناتو) خلال 2011.

وبحسب المتوافر من المعلومات، فإن القاعدة التي بُنيت قبل استقلال ليبيا، وتحديداً عام 1942، في فترة الوصاية الدولية على ليبيا، يمكنها أن تتسع لـ7 آلاف مقاتل، وتحوي ثلاثة مدارج لإقلاع الطائرات، وعدداً من الدشم، بالإضافة إلى ملجأ طائرات خرساني، وعدد من ورش الصيانة، وأماكن مبيت خاصة للعاملين والعسكريين.​

المساهمون