منذ تشكيل تنظيم "جبهة النصرة" أواخر عام 2011 حتى اللحظة، وعلى الرغم من كل التعديلات التي أجراها على هيكليته، لا يزال التنظيم القاعدي يقوم بأسوأ الأدوار الكارثية على الثورة السورية، تلك الأدوار التي لا تظهر سوى أثناء المراحل والظروف المفصلية التي من شأنها أن تقرر مصير مرحلة أو تحديد موقف دولي من الثورة، لتتسبّب بالنتيجة في عرقلة أي تقدّم قد تحرزه قوى الثورة والمعارضة على الصعيد السياسي.
ولم يكن التفجير الانتحاري الذي استهدف فرعي الأمن العسكري وأمن الدولة في حمص، يوم أمس السبت، وخلال فترة المفاوضات بين المعارضة والنظام، والذي تبنّته "هيئة تحرير الشام" الذي تُشكّل جبهة "فتح الشام" (النصرة سابقاً) عموده الفقري، لم يكن العمل الأول لـ"النصرة" الذي يخدم النظام سياسياً. الجميع يذكر إعلان الجبهة مبايعتها تنظيم "القاعدة" قبل يوم واحد من اجتماع ممثلي دول "أصدقاء الشعب السوري" وكيف أثّر هذا الإعلان على الدعم الذي كان من الممكن أن تقدّمه للمعارضة. والجميع يذكر كيف ظهرت فجأة حواجز "جبهة النصرة" في شوارع حلب الشرقية أثناء الحديث عن اقتحامها من قِبل قوات النظام المدعومة من روسيا ما أعطى حجة أكبر لهما باقتحامها، عدا عن استغلال "النصرة" لأي فرصة تسنح لها بالاستيلاء على سلاح وعتاد فصائل الجيش الحر كما فعلت مع "جبهة ثوار سورية" وحركة "حزم" وغيرها.
مع الاعتراف بأن "جبهة النصرة" كانت من الأكثر شراسة في قتال قوات النظام، إلا أنها كانت ولا تزال من أكثر داعميه سياسياً، وهذا الدعم السياسي الذي لا يمكن تفسير أسبابه إلا بأحد أمرين، فإما أنه بسبب اختراق النظام وحلفائه الدوليين لهذا التنظيم وقدرتهم على التحكم بقراراته التي تخدم النظام في الوقت المناسب، وإما لأن النظام يدرك انفصال مشروع النصرة "الجهادي العالمي" عن قضية الثورة السورية، وبالتالي يستطيع استدراج التنظيم ليقوم بأي عمل يريده بغض النظر عن انعكاساته السياسية على المعارضة. هذه المعارضة تراها "النصرة" عدواً مستقبلياً لها لا يقل عداوة عن النظام، إلا أن معركتها مع المعارضة مؤجلة إلى مرحلة مقبلة، الأمر الذي يحتم على المعارضة إدراك هذا الخطر المتغلغل في مناطق سيطرتها والعمل على التخلص منه.
مع الاعتراف بأن "جبهة النصرة" كانت من الأكثر شراسة في قتال قوات النظام، إلا أنها كانت ولا تزال من أكثر داعميه سياسياً، وهذا الدعم السياسي الذي لا يمكن تفسير أسبابه إلا بأحد أمرين، فإما أنه بسبب اختراق النظام وحلفائه الدوليين لهذا التنظيم وقدرتهم على التحكم بقراراته التي تخدم النظام في الوقت المناسب، وإما لأن النظام يدرك انفصال مشروع النصرة "الجهادي العالمي" عن قضية الثورة السورية، وبالتالي يستطيع استدراج التنظيم ليقوم بأي عمل يريده بغض النظر عن انعكاساته السياسية على المعارضة. هذه المعارضة تراها "النصرة" عدواً مستقبلياً لها لا يقل عداوة عن النظام، إلا أن معركتها مع المعارضة مؤجلة إلى مرحلة مقبلة، الأمر الذي يحتم على المعارضة إدراك هذا الخطر المتغلغل في مناطق سيطرتها والعمل على التخلص منه.