"سمير سوف يفتقدك" أو "لن يتمكن 358 صديقاً من البقاء على اتصال بك"، هي جزء من التحذيرات التي تطلقها بشكل تلقائي الشبكة الاجتماعية "فيسبوك"، عندما يسعى أحد مستخدميها إلى إغلاق صفحته وإزالة حسابه، علماً أن قضية الاختفاء عن شبكة الإنترنت تثير النقاشات في أواسط الخبراء التقنيين والحقوقيين على حدّ سواء، فهل العملية ممكنة أم شبه مستحيلة؟
"ساهمت التغطية الإعلامية الكبيرة لقضايا البيانات الشخصية بعد دخول القانون الأوروبي الجديد بخصوص حماية البيانات الشخصية حيز التنفيذ، في 25 مايو/أيار الماضي، كما ساهمت فضيحة (كامبريدج أناليتكا) في رفع مستوى الوعي لدى المواطنين، لدرجة أن شبكة (فيسبوك) واجهت موجة من إلغاء المستخدمين لحساباتهم"، وفق ما يفسر الخبير في التكنولوجيا الجديدة، لورون مولير، لـ "العربي الجديد".
ويردف مولير أن "الاختفاء من شبكة الإنترنت، أو (حق النسيان الرقمي) عمل يحتاج إلى جهد كبير. فـ (فيسبوك) لا تزال واحدة من أكبر مصادر المعلومات عبر الإنترنت عن المواطنين. وإذا كان حذف الحساب مسألة سهلة نسبياً، فإن البيانات مخزنة من طرف الشركة"، مشيراً إلى أن حذف صورة ما أو عملية "أعجبني" التي يُحتمل أن تكون مزعجة أو ملاحظة تعود إلى عام 2010، تحتاج إلى حذف يدوي مباشر. وبالتالي فكتلة المعلومات التي يجب حذفها قد تصبح ضخمة وصعبة. كما أن بعض المعلومات، مثل المحادثات الخاصة، تظل افتراضياً غير قابلة للمحو.
وبحسب لورون مولير فهناك "احتمال كبير بأن يكون مستخدم (فيسبوك) قد شارك معلومات عنه أكثر بكثير مما يعتقد. فالعديد من التطبيقات، مثل الاستبيانات عبر الإنترنت أو الألعاب، تستطيع في كثير من الأحيان الوصول إلى الملف التعريفي للمستخدم. ولاستعادة السيطرة على الأذونات المعطاة لهذه التطبيقات، من الضروري المرور عبر صفحة التطبيقات. لكن مرة أخرى، حتى بعد إزالة الأذونات، تظل التطبيقات قادرة على استخدام ما جمعته بالفعل من المعلومات، وتظل بيانات المستخدم في سجلاتها"، مشيراً إلى أنه "لضمان الإزالة الصحيحة لهذه المعلومات، من الضروري الاتصال بواحد تلو الآخر بالمسؤولين عن هذه التطبيقات لطلب حذف البيانات. وهي مرة أخرى عملية صعبة".
اقــرأ أيضاً
وإذا كان إزالة الحساب بالكامل وجميع المنشورات هو حل جذري، مع تعديل في إعدادات الخصوصية للشبكة الاجتماعية لمنعها من الإشارة إلى المستخدم في محركات البحث، فإنها ليست عملية اختفاء نهائية ولكن فقط افتراضية. "ومع ذلك فهي خطوة أولى"، كما يشدد مولير. الأمر نفسه يطبق على تغريدات "تويتر". إذ من الممكن أيضاً حذف حساب مستخدم عبر إعدادات الموقع. ولكن مرة أخرى، ستظل المشاركات والصور ومقاطع الفيديو مرئية عبر محركات البحث.
ويعد أكبر مانع لاختفاء أي مستخدم بشكل نهائي من الإنترنت هو شركة "غوغل" التي تعرف الأكثر عن معظم مستخدمي الشبكة، أو على الأقل عن الأشخاص الذين لديهم حساب بريدي "جيميل". "هناك إمكانية كبيرة من أن تكون (غوغل) على دراية بمعظم رحلات المستخدم. فكل جهاز يُفتح للاطلاع على الرسائل الإلكترونية يبعث بموقعه الجغرافي الدقيق إلى إليها.
ويمكن الوصول إلى سجل علامات التبويب عبر صفحة الإعدادات في الحساب الخاص. ولحسن الحظ، يمكن حذف السجل أو تعطيله"، يفسر الخبير في الشؤون الرقمية، غريغوري ميلكوبيك، لـ "العربي الجديد". وأضاف "علاوة على ذلك، يكفي البحث بين مزدوجتين في محرك البحث، لمعرفة أن مستخدم ما ليس مجهولاً. وللاختفاء من كل المواقع المسجلة لا يوجد حل معجزة".
وللاستفادة من التشريع القانوني الأوروبي وإنشاء نوع من "العذرية" في نتائج محرك البحث "غوغل"، يجب ملئ نموذج عبر الإنترنت. ولكن ليس هناك أي ضمان لنجاح العملية. فوفقاً لتقرير الشفافية الذي نشرته الشركة، في فبراير/شباط الماضي، حذفت "غوغل" 43 في المائة من الروابط التي طالب المستخدمون باختفائها منذ مايو/أيار عام 2014، أي تاريخ إصدار محكمة العدل التابعة للاتحاد الأوروبي الحق في الاختفاء من الإنترنت.
"من المعروف أن الإنترنت يمتلك ذاكرة أرشيفية ضخمة. وكل الجهود المبذولة للاختفاء لن تكون كافية. فمنذ عام 1996، تعمل المنظمة غير الحكومية (أرشيف الإنترنت) التي تسعى إلى توفير وصول أفضل للمعرفة، بجد لأرشفة الشبكة بشكل كامل. ومن الناحية العملية، فإن معظم المواقع المهمة يمكن الدخول إليها حتى مع مرور الوقت"، يوضح ميلكوبيك. وفي الوقت الحاضر، يحتوي الموقع على ما لا يقل عن 279 مليار صفحة أرشيفية، و11 مليون كتاب، و4 ملايين تسجيل صوتي.
"ساهمت التغطية الإعلامية الكبيرة لقضايا البيانات الشخصية بعد دخول القانون الأوروبي الجديد بخصوص حماية البيانات الشخصية حيز التنفيذ، في 25 مايو/أيار الماضي، كما ساهمت فضيحة (كامبريدج أناليتكا) في رفع مستوى الوعي لدى المواطنين، لدرجة أن شبكة (فيسبوك) واجهت موجة من إلغاء المستخدمين لحساباتهم"، وفق ما يفسر الخبير في التكنولوجيا الجديدة، لورون مولير، لـ "العربي الجديد".
ويردف مولير أن "الاختفاء من شبكة الإنترنت، أو (حق النسيان الرقمي) عمل يحتاج إلى جهد كبير. فـ (فيسبوك) لا تزال واحدة من أكبر مصادر المعلومات عبر الإنترنت عن المواطنين. وإذا كان حذف الحساب مسألة سهلة نسبياً، فإن البيانات مخزنة من طرف الشركة"، مشيراً إلى أن حذف صورة ما أو عملية "أعجبني" التي يُحتمل أن تكون مزعجة أو ملاحظة تعود إلى عام 2010، تحتاج إلى حذف يدوي مباشر. وبالتالي فكتلة المعلومات التي يجب حذفها قد تصبح ضخمة وصعبة. كما أن بعض المعلومات، مثل المحادثات الخاصة، تظل افتراضياً غير قابلة للمحو.
وبحسب لورون مولير فهناك "احتمال كبير بأن يكون مستخدم (فيسبوك) قد شارك معلومات عنه أكثر بكثير مما يعتقد. فالعديد من التطبيقات، مثل الاستبيانات عبر الإنترنت أو الألعاب، تستطيع في كثير من الأحيان الوصول إلى الملف التعريفي للمستخدم. ولاستعادة السيطرة على الأذونات المعطاة لهذه التطبيقات، من الضروري المرور عبر صفحة التطبيقات. لكن مرة أخرى، حتى بعد إزالة الأذونات، تظل التطبيقات قادرة على استخدام ما جمعته بالفعل من المعلومات، وتظل بيانات المستخدم في سجلاتها"، مشيراً إلى أنه "لضمان الإزالة الصحيحة لهذه المعلومات، من الضروري الاتصال بواحد تلو الآخر بالمسؤولين عن هذه التطبيقات لطلب حذف البيانات. وهي مرة أخرى عملية صعبة".
وإذا كان إزالة الحساب بالكامل وجميع المنشورات هو حل جذري، مع تعديل في إعدادات الخصوصية للشبكة الاجتماعية لمنعها من الإشارة إلى المستخدم في محركات البحث، فإنها ليست عملية اختفاء نهائية ولكن فقط افتراضية. "ومع ذلك فهي خطوة أولى"، كما يشدد مولير. الأمر نفسه يطبق على تغريدات "تويتر". إذ من الممكن أيضاً حذف حساب مستخدم عبر إعدادات الموقع. ولكن مرة أخرى، ستظل المشاركات والصور ومقاطع الفيديو مرئية عبر محركات البحث.
ويعد أكبر مانع لاختفاء أي مستخدم بشكل نهائي من الإنترنت هو شركة "غوغل" التي تعرف الأكثر عن معظم مستخدمي الشبكة، أو على الأقل عن الأشخاص الذين لديهم حساب بريدي "جيميل". "هناك إمكانية كبيرة من أن تكون (غوغل) على دراية بمعظم رحلات المستخدم. فكل جهاز يُفتح للاطلاع على الرسائل الإلكترونية يبعث بموقعه الجغرافي الدقيق إلى إليها.
ويمكن الوصول إلى سجل علامات التبويب عبر صفحة الإعدادات في الحساب الخاص. ولحسن الحظ، يمكن حذف السجل أو تعطيله"، يفسر الخبير في الشؤون الرقمية، غريغوري ميلكوبيك، لـ "العربي الجديد". وأضاف "علاوة على ذلك، يكفي البحث بين مزدوجتين في محرك البحث، لمعرفة أن مستخدم ما ليس مجهولاً. وللاختفاء من كل المواقع المسجلة لا يوجد حل معجزة".
وللاستفادة من التشريع القانوني الأوروبي وإنشاء نوع من "العذرية" في نتائج محرك البحث "غوغل"، يجب ملئ نموذج عبر الإنترنت. ولكن ليس هناك أي ضمان لنجاح العملية. فوفقاً لتقرير الشفافية الذي نشرته الشركة، في فبراير/شباط الماضي، حذفت "غوغل" 43 في المائة من الروابط التي طالب المستخدمون باختفائها منذ مايو/أيار عام 2014، أي تاريخ إصدار محكمة العدل التابعة للاتحاد الأوروبي الحق في الاختفاء من الإنترنت.
"من المعروف أن الإنترنت يمتلك ذاكرة أرشيفية ضخمة. وكل الجهود المبذولة للاختفاء لن تكون كافية. فمنذ عام 1996، تعمل المنظمة غير الحكومية (أرشيف الإنترنت) التي تسعى إلى توفير وصول أفضل للمعرفة، بجد لأرشفة الشبكة بشكل كامل. ومن الناحية العملية، فإن معظم المواقع المهمة يمكن الدخول إليها حتى مع مرور الوقت"، يوضح ميلكوبيك. وفي الوقت الحاضر، يحتوي الموقع على ما لا يقل عن 279 مليار صفحة أرشيفية، و11 مليون كتاب، و4 ملايين تسجيل صوتي.