اقرأ أيضاً: تسخين جبهة درعا ينتظر "الموك".. وتصفية "داعش"
وبعد الاندفاعة الأولى لقوات المعارضة التي أسفرت عن السيطرة على أحد الحواجز في مدخل المدينة الشمالي، وعلى بناء رئيسي تستخدمه قوات النظام لعمليات القنص في درعا المحطة، تبدو المعركة على مختلف محاورها في حالة مراوحة وركود، على الرغم من الهجوم الذي شنّته قوات المعارضة يوم السبت على حي المنشية في درعا البلد، والذي أدى إلى تحقيق تقدّم طفيف لقوات المعارضة في مواجهة قوات النظام التي يقدّر حجمها بكتيبة من الوحدات الخاصة.
وفي تفسيره للصعوبة التي تواجهها قوات المعارضة في المعركة، وتواضع الإنجازات حتى الآن، قال ضابط في الجيش الحر، فضّل عدم نشر اسمه، لـ"العربي الجديد": "يبدو أن خطط فصائل المعارضة كانت تقوم على فرضية أن قوات النظام سوف تنهار بعد موجة القصف الأولى العنيفة من جانب المعارضة، لكن هذا لم يحدث". وأضاف أن "قوات النظام جهزت نفسها جيداً للمعركة، وحصنت كل شارع ومبنى ومنزل، بالتزامن مع تكثيف القصف الجوي والمدفعي"، وهو ما أسفر عن سقوط عدد كبير نسبياً من القتلى في صفوف العسكريين والمدنيين ناهز الثمانين منذ بدء المعركة.
وأشار الضابط إلى أن الخلافات بين فصائل المعارضة أسهمت أيضاً في عدم الالتزام بخطة موحدة للتحرك، فضلاً عن العراقيل التي تضعها غرفة الدعم في الأردن المسماة (الموك).
كذلك أشار إلى أن قوات النظام كثّفت قصفها على محاور المدينة بالبراميل المتفجرة والمدفعية والقنابل العنقودية، بينما لم تتمكن الفصائل من تعزيز التغطية النارية على المواقع العسكرية في المدينة؛ بسبب الأعطال التي أصابت بعض الأسلحة الأساسية في المعركة.
من جهته، قال الصحافي والناشط أبو أنيس الحوراني، إن الفصائل المشاركة في المعركة منعت "جيش الفتح" المشكّل أخيراً من المشاركة في المعركة إرضاء لغرفة الموك. وأوضح أن "جيش الفتح" قرر خوض المعركة والمساهمة في تحرير درعا، وشكّل غرفة عمليات خاصة به، فاتحاً المجال لمن يريد الانضمام إليه من الفصائل الأخرى.
ويضم "جيش الفتح" في المنطقة الجنوبية كلاً من حركة "أحرار الشام"، و"جبهة النصرة"، وتحالف "فتح الشام"، ولواء "إحياء الجهاد"، وتجمُّع "مجاهدي نوى"، ولواء "أسود التوحيد"، ولواء "أنصار الحق"، ولواء "العمرين الإسلامي".
وأوضح الحوراني أن غرفة الموك لا تعترض على مشاركة "جبهة النصرة" فقط، بل وعلى "أحرار الشام" أيضاً وكل الفصائل الإسلامية، بوصفها تنظيمات إرهابية كما تصنفها. ورأى أن غرفة الموك لا تريد لدرعا أن تتحرر لأن سقوط درعا يعني سقوط دمشق، وهو ما لا تريده القوى المتحكمة في الغرفة، بحسب قوله.
من جهته، كشف الناشط تامر الرفاعي لـ"العربي الجديد" أن مقاتلي "جبهة النصرة" يشاركون في المعارك بصورة فردية وليس كتنظيم، وهو ما يحد من فاعليتهم. وأشار إلى أن المواطنين في درعا، وإن كانوا يؤيدون عملية تحرير مدينتهم، ليتمكنوا من العودة إلى ديارهم والتخلص من ممارسات قوات النظام، إلا أن هناك تذمراً من طريقة إدارة المعركة والخلافات المتكررة بين الفصائل.
وكان ناشطون قد بثوا شريط فيديو لشخص يروي أن مجموعة مسلحين من لواء التحرير – الفرقة 18 اقتحموا اجتماعاً لغرفة عمليات معركة عاصفة الجنوب وهددوا القادة المجتمعين وطلبوا منهم وقف المعركة استجابة لرغبة غرفة الموك.
غير أن حركة "المثنى" الإسلامية التي تقوم بدور رئيسي في المعركة الحالية، وتقود الهجوم في حي المنشية بدرعا البلد، أصدرت بياناً سمته "يا أهل درعا لن نخذلكم" أكدت فيه أنها وبقية الفصائل ماضية في المعركة حتى دحر قوات النظام عن المدينة.
ميدانياً، تواصل القصف المتبادل بين قوات النظام والمعارضة على مختلف المحاور، وطال قصف المعارضة بشكل خاص تجمعات قوات النظام في الملعب البلدي (البانوراما) بدرعا المحطة، وسط معلومات عن وقوع خسائر كبيرة في صفوف قوات النظام داخل الملعب البلدي بعد استهدافه براجمات الصواريخ. كما سيطر مقاتلو المعارضة على مديرية الري مع محاولة التقدم باتجاه مبنى المخابرات الجوية.
اقرأ أيضاً درعا: قتلى بغارات للنظام وعمليات "عاصفة الجنوب" متواصلة