في ظلّ تراجع معدّلات القراءة في البلدان العربية، تظهر بعض الاقتراحات هنا وهناك في محاولة لاستعادة القرّاء الذين أسرتهم وسائط التواصل الاجتماعي ووسائل التكنولوجيا الحديثة، وعادةً ما تتوجّه مبادرات القراءة إلى الصغار على وجه الخصوص.
تقوم مبادرة "المكتبة المتجوّلة" التي أُطلقت مؤخراً في العاصمة السودانية الخرطوم على تأثيث سيارة نقل صغيرة بعدّة أرفف تضمّ إصدارات متنوّعة؛ بدءاً من الرواية والشعر وليس انتهاءً بالتاريخ والفكر، لتطوف بين الأحياء في عدد من مدن السودان.
تعمل المكتبة بنظام المبادلة، حيث يمكن لأي شخص استبدال كتاب قديم لديه بآخر حديث، أو يمكنه استعارة كتاب لفترة محدّدة، ويرافق السيارة راوٍ يتوقف عند تجمّعات الأطفال ليقرأ قصصاً لهم بطريقة ممسرحة تجذب انتباههم.
تقف الناشطة رماز حسين خوجلي وراء الفكرة، التي سرعان ما تبنتها وزارة الثقافة السودانية، فضلاً عن دعمها من قبل مؤسسات خاصة، استطاعت من خلال ذلك تأمين ألف مكتبة تتجوّل بين أقاليم البلاد.
تقول رماز، في حديثها إلى "العربي الجديد"، إن "الهدف الأساسي من المبادرة إحياء ثقافة القراءة لدى المجتمع السوداني، فضلاً عن توفير الكتب للجميع في مناطق وجودهم وتسهيل عملية القراءة والتشجيع عليها، خاصة عند الشباب والأطفال".
بدوره، أوضح ياسين مصطفى، أحد المتطوعين ضمن المبادرة، لـ "العربي الجديد" أن المكتبة تتنقل بين المدارس في سعي إلى إعادة فكرة المكتبة المدرسية التي كانت موجودة سابقاً"، حيث لم تعد هناك حصص مدرسية مخصّصة للقراءة في المدارس السودانية كما كان في فترات سابقة.
يُذكر أن ارتفاع أسعار الكتب مقارنة بمستوى الدخل في السودان يعدّ من أبرز المعوقات التي تحول دون اقتناء الكتاب، إضافة إلى عدم وجود دعم رسمي أو خاص لخطط نشر من شأنها أن تُخفّض أثمان الكتاب.