في عام 2017، تأسّست "المكتبة السينمائية التونسية" من خلال شراكة تجمع "المركز الوطني للسينما والصورة" و"دار الكتب الوطنية" التي تهدف إلى صيانة الأفلام التي أنتجت منذ ثلاثينيات القرن الماضي، إضافة إلى حفظ أرشيف عدد من المشتغلين في السينما والنقد السينمائي في البلاد.
وتسعى أيضاً إلى توثيق الأعمال المنتجة خلال 110 السنة الماضية، وتثبيت إحصائيات دقيقة بها، وقدّمت خلال العامين الماضيين مواسم عديدة استعادت خلالها تجارب رائدة مثل المخرجة كلثوم برناز (1945 – 2016)، وبرامج مختارة تقف عند المكفوفين في السينما، وأفلام السيرة الذاتية، تركّزت معظمها في العاصمة.
منذ أيام، أعلنت المكتبة عن برنامج صيفي تنظّمه في عدد من المناطق الداخلية، وتتوزّع على عدد من المهرجانات السينمائية، ومنها مهرجان "تابسوس راس ديماس" الذي يتواصل حتى اليوم الجمعة في مدينة البقالطة بمناسبة تكريم الممثل التونسي رمضان شطا (1939 – 2017).
كما تنظم بالاشـتراك مع جمعية "دار البسكلات" في تونس العاصمة في الرابع والعشرين من الشهر الجاري عروض أفلام حول "سينما الدراجات" وتتواصل لثلاثة أيام، وتشهد الدورة الرابعة والثلاثين من "الهرجان الدولي لفيلم الهواة بقليبية" التي ستقام في الثامن والعشرين من الشهر الجاري برنامجاً خاصاً من اختيارات المكتبة، وقد تمّت برمجة الدورة الحالية للمهرجان بفيلمين هما "وودستوك" (1970) من إخراج مايكل وادلغ، و"فندق وودستوك" (2009) من إخراج إنغ لي.
وتحط المكتبة السينمائية التونسية رحالها خلال الشهر المقبل في مدينة منزل تميم، حيث ستشارك فـي الدورة الثانية من "ملتقى منزل تميم للسينما"، من خلال اختيار أفلام موجهة للأطفال وتشريكهم في ورشة للرسوم المتحركة، وذلك لتمكينهم من اكتشاف هـذا الفن كممارسة وليـس كمادة للاستهلاك.
يُذكر أن المكتبة نظّمت بداية الشهر الجاري في إطار الدورة الثانية من مهرجان "منارات" للسينما المتوسطية في تونس، ملتقى بحضور ممثلين عـن عشر مكتبات سينمائية متوسطية: الجزائـر، المغـرب، فرنسا، اليونان، تركيا ومصر من أجل التنسيق والتعاون في مشاريع الرقمنة وحفظ التراث السينمائي في هذه البلدان، خاصة مع اقتراب افتتاح مركز تونسي متخصّص لحفظ الأفلام بعد أن المؤسسة الرسمية تضطر لترميم تراثها السينمائي في أوروبا.