"المشروع الأميركي لمكافحة التطرف": "الإخوان" مثل "القاعدة"

29 سبتمبر 2014
دعا بديع أكثر من مرّة لعدم التطرف (أحمد رمضان/الأناضول)
+ الخط -
تحوّلت جماعة "الإخوان المسلمين"، بنظر "مشروع مكافحة التطرف"، الذي تم إطلاقة الأسبوع الماضي في نيويورك، بمشاركة شخصيات عالمية، إلى "تنظيم إرهابي" مثل "القاعدة" وفرعيها "الدولة الإسلامية" (داعش) و"بوكو حرام" النيجيرية. وبموجب المشروع الجديد، سيتم التعامل مع الجماعة بالطريقة نفسها التي يعامل التنظيمات "القاعدية"، بحسب ما كشف مصدر أميركي مطلع لـ"العربي الجديد". 

ويصف المصدر، المشروع بـ"المتطرف" لأنه حسب قوله، يساوي بين زعيم "داعش" أبو بكر البغدادي، والرئيس المصري المعزول محمد مرسي، المرشد العام لجماعة "الإخوان المسلمين" محمد بديع، ورئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الشيخ يوسف القرضاوي.

كما يساوي بين زعيم "القاعدة" أيمن الظواهري وبين أعضاء مكتب الإرشاد للجماعة، محمد مهدي عاكف وخيرت الشاطر وجهاد الحداد ومحمود عزت.

ويساوي بين زعيم "قاعدة الجهاد في جزيرة العرب"، ناصر الوحيشي، والمراقب العام لـ"الإخوان المسلمين" في سورية محمد رياض الشقفه، ونائبه محمد فاروق طيفور، إضافة إلى المراقب العام السابق، علي صدر الدين البيانوني. ووفقاً للمشروع، فكل هؤلاء جميعاً يتساوون بالتطرف مع زعيم جماعة "بوكو حرام"، أبوبكر شيكاو.

ويوضح المصدر، أن تيار المحافظين الجدد في الولايات المتحدة الذي تبنى مصطلح "الحرب العالمية على الإرهاب" في عهد الرئيس السابق، جورج بوش الابن، هو من يقف خلف إطلاق المشروع الجديد.

مشروع شارك في وضعه عدد من الرموز التي كانت معروفة في عهد بوش، من أبرزهم: مستشارته لمكافحة الإرهاب فرانسيس تاونسند، مسؤول دائرة الشرق الأوسط في مجلس الأمن القومي الأميركي في عهد بوش، إليوت إبراهام، نائب مدير حملة بوش الرئاسية في 2003 مارك والس، السفير الأميركي السابق لدى تشيلي أليخاندرو وولف، المبعوث الأميركي الأسبق للشرق الأوسط دينيس روس، الممثلة الخاصة إلى التجمعات الإسلامية في أميركا فرح بانديش، السيناتور السابق جوزيف ليبرمان، المنسق الأسبق في البيت الأبيض لمنع انتشار أسلحة الدمار الشامل جيري سايمور، وعضو الكونجرس الأميركي السابق هاوارد لورانس. أما الشخصيات العالمية التي تمكن المحافظون الجدد من استقطابها لهذا المشروع من بينهم، سفير باكستان السابق لدى الأمم المتحدة منير أكرم، المدير السابق للاستخبارات الألمانية الفدرالية أوجست هاننيغ، سفير أستراليا السابق لدى الأمم المتحدة روبرت هيل، سفير هندوراس السابق لدى الأمم المتحدة كرسينشو آركوس.

وما يبدو جيداً، أنه لا يوجد أي مسؤول عربي سابق أو حالي في قائمة الأعضاء المؤسسين للمشروع، بحسب المصدر الموثوق. لكن كتابات سفير دولة الإمارات لدى الولايات المتحدة، يوسف العتيبي، في الصحف الأميركية والبريطانية توحي بأنه جزء من المشروع الجديد وخصوصاً أن الإمارات سبقت غيرها من الدول في تأسيس مركز لمكافحة التطرف منذ أوائل 2012، أي بعد عام واحد فقط من اندلاع ثورات الربيع العربي. وقد كتب سفير الإمارات في واشنطن أكثر من مقال خلال الشهر الجاري، باللغة الإنجليزية في صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، وصحيفة "الصانداي تليغراف" البريطانية، داعياً فيما يشبه الحملة المنظمة إلى "تعاون الشعوب لوقف سرطان التطرف بكل أشكاله".

وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما، أول من أطلق وصف "السرطان" على "إرهاب داعش"، في حين أن العتيبي، في مقالاته وسع المصطلح ليشمل التطرف الأيديولوجي وهو ذات المنحى، الذي علمت "العربي الجديد"، أن مشروع مكافحة التطرف الأميركي العالمي سوف يسير عليه. 

ويعتبر العتيبي، أن "التطرف الاسلامي" ظل مقتصراً على الشرق الأوسط لفترة طويلة أما الآن "فقد أصبح ازمة عالمية تمثل أكبر خطر يهدد استقرار العالم منذ انهيار الفاشية". ويقول إن "التطرف يكتسب حالياً مزيداً من القوة في ليبيا وسورية واليمن (من دول الربيع العربي) إضافة إلى العراق ويهدد الدول المعتدلة والمتسامحة". ولم يذكر الكاتب مصر، وهو مؤشر على وجود نوع من الاطمئنان بعد إلقاء نظام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، لقادة "الإخوان المسلمين" في السجون.

وكانت آخر الثورات التي تعرضت لهجمة كاسحة هي "ثورة الشباب" في اليمن حيث تعرض أنصار الثورة من العسكريين والقبليين المتحالفين مع "الإخوان المسلمين"، ممثلة في حزب "التجمع للإصلاح"، إلى هجمات عسكرية كاسحة داخل العاصمة اليمنية. وكانت جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) في مقدمة الهجوم، وسط صمت دولي رسمي غير مسبوق، وهو ما اعتبره المحللون دلالة على الرضا عما حدث لأن مؤداه هو إضعاف "الإخوان المسلمين" في اليمن، وتمهيد الطريق لعودة النظام السابق. 

ومن اللافت أن المتحدثين باسم المشروع الجديد لمكافحة التطرف في الولايات المتحدة، الذي بدأ صوته يتصاعد على الرغم من مرور بضعة أيام فقط على إعلان تأسيسه بعيداً عن الاعلام، يركزون في تعليقاتهم على أن جماعة "الإخوان المسلمين" تنظيم دولي له فروع في كل أنحاء العالم بما في ذلك الولايات المتحدة ودول أوروبا وكندا واستراليا وجنوب الصحراء الكبرى وشمال أفريقيا. ويعترف الجميع بأن الجماعة غير مصنفة في قائمة الإرهاب في الولايات المتحدة، لكن أربع دول عربية أدرجتها، أخيراً، في قوائم خاصة بها للإرهاب وهي سورية ومصر والإمارات والسعودية، بعد أن كانت روسيا هي الدولة الوحيدة التي تعتبر الجماعة إرهابية.

ومن المفارقات أن المعلقين الأميركيين، عندما يتحدثون عن الجماعة، غالباً ما يشيرون إلى أنها كانت تتلقى تمويلاً من السعودية، قبل أن ينقلب السعوديون عليها عام 1990 لرفض الجماعة تأييد التحالف العسكري الدولي ضد العراق في حينها، بحسب تفسير البعض.

المساهمون