"المدينة العربية التقليدية".. مفردات عمرانية

15 يناير 2019
(شارع من القاهرة القديمة)
+ الخط -

تحت عنوان "المفردات العمرانية في المدينة العربية التقليدية" يلقي المعماري المصري عمر عبد العزيز محاضرة عند السادسة من مساء غدٍ الأربعاء في "مكتبة مصر الجديدة" في القاهرة يتناول فيها مفاهيم معمارية وعمرانية ويقدم نماذج مختلفة من المدن العربية.

هدف المحاضرة، بحسب عبد العزيز المتخصّص في العمارة الإسلامية، "تبسيط مفاهيم العمارة والعمران لغير المتخصّصين المهتمين بهذا الموضوع وبالفن عموماً"، ويضيف في حديث لـ "العربي الجديد"، و"هذه المحاضرات عادة ما تكون أكاديمية ونلقيها في الجامعة ولكنها متخصصة وتتوجه إلى المعماريين".

سلسلة من المحاضرات، هذه هي الثالثة منها، الأولى كانت عن شرح مفاهيم العمارة والعمران، وفهم طراز المباني وطابعه، وكيف يمكن انتقاد مبنى ما وعلى أي أساس. أما الثانية فكانت تتناول معاني مصطلحات مثل "نسيج عمراني" و"تشكيل معماري" و"كاسرات شمسية" و"علاقة الفراغات بالمباني" ومن خلال نماذج مختلفة من أماكن متنوعة داخل مصر وخارجها، يذكر منها أمثلة من سورية قبل الأحداث التي وقعت فيها، وبعض أحياء بيروت القديمة، وجدة السعودية، ومدن تونسية ومغربية وجزائرية ويمنية.

المحاضرة المقبلة تتناول معنى المدينة العربية وكيف ومتى نشأت، ومعنى أن تكون عربية بجذور إغريقية أو رومانية أو إسلامية، وأثر هذا على العمارة والعمران وشكل المباني وعلاقة الفراغ بالبناء في كل نموذج.

وبالأخص يتطرّق عبد العزيز إلى أثر الإسلام على العمارة العربية، وبالأخص في المناطق التي فتحها في مصر وشمال أفريقيا بالعموم، كما يتناول المدينة العربية قبل الإسلام ويخصّ بالذكر العمارة الصنعانية وميزاتها.

يرى المحاضر الذي شارك في مشروع تطوير القاهرة الفاطمية، حسب ما يقول لـ "العربي الجديد" إن مفهوم المدينة العربية ما زال موجوداً في بعض المدن وليس كلها، مثل القاهرة وبيروت ومدن مختلفة من تونس والمغرب وسورية، لكن الحداثة واستخدام مواد إنشاء جديدة، ولا سيما ظهور النفط ابتكر طفرة في شكل المدينة العربية لا سيما في بلدان الخليج والذي جعل من أنظمة البناء مختلفة ومرتفعة وفي جانب منها غربية.

في المقابل، ثمة مدن قديمة محتفظة بنمط المدينة العربية القديمة، ويضرب عبد العزيز نموذجاً على ذلك طنجة في المغرب وسوسة في تونس وصنعاء التي يقول إن الناس ما زالت حتى وقت قريب تستخدم نفس أسلوب البناء والمواد لتحافظ على شكل المدينة القديم وجذورها المعمارية.

علينا أن نفرّق بين المدينة العربية التقليدية وتلك الحديثة، يؤكد عبد العزيز، المدينة الحديثة شوّهت تلك التقليدية ولا تعبر عن المكان ولا أصالته، ومسألة الهوية في العمارة قضية قديمة متجددة، لا بد للأجيال ومجتمعات المستقبل أن تعرف أصل المكان وتشعر أنه يخصّه.

يتابع "المدينة العربية كانت معروفة أنها المدينة التي تحقق الوظيفية وتحقق ما بنيت لأجله وتبني العلاقة مع إنسانها، لكن المدن التي بنيت مؤخراً تقوم على القوالب المكرّرة الخالية من الإبداع، وهي مدن بلا شخصية ولا هوية سنجد أبنية وعمارات حديثة وجميلة مستنسخة عن أبنية موجودة في مدن أوروبية.

المساهمون