يتواصل، لليوم الثاني على التوالي، في مدينة الصويرة المغربية، أشغال ملتقى دولي حول "المدن والتراث في الدول العربية". الملتقى الذي افتُتح أول أمس، يهدف بحسب المنظّمين إلى "تحديد العوامل الفاعلة والمؤثّرة التي تؤدي إلى حفظ التراث العمراني في المدن العربية وإبرازه، وتشجيع التنوّع الاجتماعي، بهدف تشارك التجارب والخبرات، وتبادل مقترحات حلولٍ للتحديات المشتركة".
وتشهد التظاهرة عرض حالاتٍ دراسيةٍ من المنطقة العربية ترمي إلى الحفاظ على جودة الحياة في الأحياء والمدن التاريخية، باعتبارهما الطريق الأنسب للنهوض بالموروث الثقافي وتحقيق التنمية المستدامة.
تتنوّع الفعاليات المبرمجة ضمن ثلاثة محاور أساسية، يتمثّل الأول في: الأطر المؤسساتية والقانونية التي تهدف إلى دمج الحفاظ على الأحياء والمدن التاريخية ضمن إطار التنمية المستدامة وتحقيق التوازن بين البيئة المبنية والطبيعية وتوفير نظم اقتصادية تسمح باستدامة إدارة المدن والأحياء التاريخية، ومنها شراكات القطاعين الخاص والعام، والقروض التسهيلية، ودعم الاستثمارات القائمة على الحرف والصناعات التقليدية.
يبحث المحور الثاني بناء القدرات العملية والمؤهلات الدراسية والجامعية وتشجيع البحث العلمي وتبادل المعلومات والتواصل الهادف، ودراسة أنثروبولوجيا المجتمعات وتوثيق جميع مراحل تطور المدينة التاريخية لأهميته في استشراف النمو المستقبلي.
أما المحور الثالث فيتناول تحقيق التشاركية والتعاون من خلاله إشراك كلّ أصحاب القرار في عملية الحفاظ، كجزء من عملية التنمية المستدامة، وتشجيع التعاون والشراكات وتبادل المعلومات والخبرات بين المدن التاريخية في البلدان العربية من جهة، والتعاون مع الخبرات الدولية والمؤسسات الدولية المختصة من جهة أخرى، على عدة مستويات كمستوى اتخاذ القرار، ومستوى الإدارة، والخبرات الأكاديمية والعلمية.
تنظَّم عدّة محاضرات؛ من بينها: "تطور مقاربات الحفاظ على التراث العمراني" لـ زكي أصلان، و"الحفاظ على التراث المبني لدعم أحياء أواسط المدن" لـ فؤاد ملكاوي، و"المناظر الحضرية التاريخية" لـ كريستينا إيمندي، و"المشاركة المجتمعية في الحفاظ على التراث العمراني" لـ فايقة بيجاوي، و"الثقافة كمحفز على الاستدامة العمراني" لـ حسن رضوان.
على هامش الملتقى، يقام معرض فوتوغرافي بعنوان "ماذا بعد اليوم: ظلال التراث" يتضمن مجموعة من الصور التي تستعرض التراث الثقافي في أربع بلدان في المنطقة العربية؛ هي ليبيا والعراق وسورية واليمن، قبل وبعد تعرضّه للدمار، بهدف الكشف عن حجم الدمار الذي لحق بهذه المواقع.