"القلق" لا يطعم الجوعى في تعز

25 أكتوبر 2015
الحصار يفاقم أزمة المياه في تعز (أرشيف/Getty)
+ الخط -


تواصل جماعة أنصار الله (الحوثيين)، مدعومة بقوات موالية للرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، منذ أشهر، محاصرة محافظة تعز، وسط اليمن.

وتعدى الأمر منع دخول الماء والسلع الغذائية ومحاصرتها اقتصادياً، إلى إطلاق صواريخ الكاتيوشا عشوائياً على السكان، وتحويل حياتهم إلى محارق يومية.

يعيش قرابة 3 ملايين نسمة في المحافظة المحاصرة التي تعيش وقائع جرائم حرب، في ظل عدم تدخل أي من منظمات حقوق الإنسان الدولية والمحلية، حتى أدى الحال بأبناء تعز إلى الموت جوعاً بسبب الحصار الغذائي وعدم توفر المستلزمات الطبية.

وحدها مبادرات شبابية محدودة تحاول أن تكون عوناً وسنداً لأكبر محافظة يمنية من حيث التعداد السكاني في مواجهة المليشيا الانقلابية، التي تستميت منذ أشهر في السيطرة على تعز بشتى الطرق وإن كان على جثث أبنائها.

ووسط كل هذا الإجرام، تكتفي الأمم المتحدة بالتعبير عن "قلقها"، إزاء التدهور السريع للوضع الإنساني في تعز، واستمرار سقوط القتلى والمصابين وأعمال العنف هناك.

ألا تعلم الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان العالمية والمحلية أن التعبير عن "القلق" لا يغني ولا يسمن من جوع، ولا يمكنه أن يطعم 3 ملايين نسمة يعيشون كل أنواع العذاب الإنساني والاقتصادي في المحافظة المحاصرة بوسط اليمن..؟!

هل حاولت الأمم المتحدة ولو لمرة واحدة حث الأطراف المتصارعة في البلاد على وقف أعمال العنف فوراً كبادرة حسن نية لأي مشاورات أو مفاوضات قادمة تحت رعايتها.. أم أن دماء المواطنين ومعاناتهم لا تعني أكبر منظمة حقوقية وإنسانية في العالم.

تعرف الأمم المتحدة كل ما يحدث في تعز، لكنها لا تتحرك، هي تعلم أن 3 ملايين مواطن يرزحون تحت وطأة الحصار، فيما يكافحون لتوفير احتياجاتهم الأساسية بما في ذلك المياه التي زاد سعرها بنسبة 300% خلال الأسبوع المنصرم.

ونقل تقرير حديث صادر عن مكتب حقوق الإنسان بالأمم المتحدة أن "الحوثيين وقوات صالح منعوا التجار المحليين والسكان من عبور نقاط التفتيش محمّلين بالمياه والفاكهة والخضروات".

وبعد كل هذا.. أين ميثاق الأمم المتحدة من كل ما يحدث من سفك للدماء على أيدي أطراف تستقبلهم هي في مقرها وتصرف عليهم الملايين لأيام وأشهر مقابل سكنهم وشربهم، في حين أن الملايين يعيشون مجاعات إنسانية تستطيع هي الحد أو التخفيف منها.


 
اقرأ أيضاً: الحوثيون يحاصرون تعز.. ويمنعون عنها الماء والسلع

المساهمون