"القاهرة للكتاب" 2017: ثقافة المستقبل بعين السلطة

19 يناير 2017
خالد زكي/ مصر
+ الخط -
لم تُخف كثرة البيانات الصحافية التي تُصدرها "هيئة الكتاب المصرية" حول "نوعية" وكمّ الفعاليات التي يشهدها "معرض القاهرة للكتاب" في دورته الثامنة والأربعين التي تنطلق الخميس المقبل، أصوات اعتصام العاملين في "دار الكتب والوثائق القومية" احتجاجاً على تأخّر صرف مستحقّاتهم المالية منذ شهور.

الاحتجاج الذي نُظّم أمس حال دون انعقاد مؤتمر الإعلان عن فعاليات المعرض في مكانه المقرّر، الذي يتواصل حتى العاشر من الشهر المقبل، مما اضطّر رئيس الهيئة محمود الضبع أن ينظّم المؤتمر داخل مكتبه، متحدّثاً عن الدورة الحالية التي اختار لها المنظّمون شعار "الشباب وثقافة المستقبل"، بينما يُحرم الشباب أنفسهم الذين يعملون في المؤسسة الثقافية الرسمية من أجورهم التي يستحقّونها عن جهد مبذول من أجل تظاهرة تناقش واقعهم وتدّعي العمل من أجله.

وكان العاملون قد احتجّوا أكثر من مرّة في السنوات القليلة الماضية على تدني أجورهم، وتأخير صرف مكافآتهم التي يُفترض أن ينالوها عوضاً عن عملهم الإضافي عند تنظيم بعض الفعاليات، في وقت تُكشف فيه ملفات فساد طالت شبهاتها مشاريع تطوير الدار (الأرشيف المصري) التي تأسست عام 1870.

من جهة أخرى، لم تتوقّف الانتقادات حيال رفض وزارة الثقافة المصرية تخفيض أجور أجنحة معرض الكتاب بعد عزوف دور نشر عربية عديدة عن المشاركة هذا العام، نتيجة ركود سوق الكتاب وارتفاع أسعاره بعد قرار تعويم الجنيه المصري قبل شهور.

وبحسب البيانات الرسمية، فإن عدد دور النشر المشاركة في هذه الدورة يُقدّر بقرابة 630 داراً، وبذلك يقلّ مجموعها عن السنة الماضية التي تجاوز عددها 850.

ينسحب الأمر أيضاً على طبيعة الفعاليات المُقامة التي يشارك في أغلبها كتّاب من مصر، باستثناء الإعلان عن حضور أدونيس وقاسم حداد وفتحي التريكي وإن لم يجر تأكيد ذلك من قِبلهم.

الدورة التي يحلّ فيها المغرب ضيف شرف، وتحمل اسم الشاعر الراحل صلاح عبد الصبور (1931 – 1981)، ستحتفي بـ أحمد زويل، ولويس عوض، وسلامة موسى، وعلي عبد الرازق، وهي تكريمات باتت أهدافها معروفة مسبقاً؛ التركيز على علمانية هذه الرموز مقابل تجاهل انتقادها للاستبداد.

المساهمون