"الفوتبول ليكس"... لكرة القدم فضائحها أيضًا

16 ديسمبر 2016
على مدرجات كرة القدم (تصوير: مايكل بلان)
+ الخط -
بعد "ويكيليكس" والتسريبات الخاصّة بالدبلوماسية الأميركية، وجرائم الجيش الأميركي في العراق ومناطق أخرى من العالم، وبعد تسريبات "أوراق بنما" الخاصّة بالتهرب الضريبي لزعماء العالم، ها هي كرة القدم تنال نصيبها أيضًا من التسريبات.

اهتز عالم كرة القدم في أوروبا على وقع تسريبات نشرتها صحف أوروبية، عملت معًا في الوقت نفسه في إطار التحالف الصحافي "مجمع التعاون الأوروبي للاستقصاء"، عند الساعة التاسعة مساءً من يوم الجمعة الثاني من ديسمبر/ كانون الأوّل 2016. في ألمانيا قادت العملية المجلة الشهيرة "دير شبيغل" وفي فرنسا، تولّت مجلة "ميديا بارت" نشر التسريبات.

تخص هذه التسريبات التي وصفها بعض الصحافيين "بالفضائح"، الطرق والأنظمة التي يعتمد عليها بعض اللاعبين المشهورين من أصحاب الرواتب الكبيرة للتهرّب من دفع الضرائب في البلدان التي ينشطون بها، في فرنسا وإسبانيا وإيطاليا وإنكلترا.


بداية التسريبات
تنسب هذه التسريبات جميعا لهاكر برتغالي يُطلق على نفسه "جون"، يُعرّف نفسه على أنه هاو مجنون بكرة القدم وأن سلوكيات عالم الكرة خيبت آماله، ما دفعه لفضح هذه الممارسات من أجل محاربتها أو على الأقلّ للتقليل منها.

يبقى "جون" متسترًا حول كيفية حصوله على المعلومات. ففي حين يتحدّث عن مصادر موّلته بها، فإن أغلب الصحف التي تعاونت معه تلمّح إلى أنه قرصن 18 مليون وثيقة من مكتب محاماة ذائع الصيت في إسبانيا، تتضمّن الوثائق التي حصل عليها عقودًا واتفاقيات مختلفة تخص "مناجرة" ولاعبين وفرقا أوروبية كثيرة.

في البداية، اختار "جو" تأسيس موقع إلكتروني أطلق عليه "footballeak"، لفضح هذه الممارسات. ولكن الكميّة الهائلة من المعلومات، وعدم توفر وسيط إعلامي يسمح بالترويج للتسريب، أدى إلى نشوء تواصل بينه وبين صحافي ألماني من مجلّة "دير شبيغل".

يعتبر هذا الصحافي الألماني الوحيد الذي التقاه فعليًا، لمرّات عديدة، يتستّر الصحافي الألماني على مكان وكيفية الالتقاء من أجل حماية مصادره.

"دير شبيغل" من جانبها، نظرًا للحجم الهائل للوثائق، اختارت العمل بالتنسيق مع 12 وسيلة إعلامية أوروبية كبيرة، على غرار "ميديا بارت" في فرنسا وصحيفة "الموندو" في إسبانيا. بعد العمل لأشهر طويلة، تم إطلاق التسريبات في يوم واحد بشكل موحّد.


جنّة الضرائب
تخصّ التسريبات الأهم، تأسيس "المناجرة" واللاعبين لشركات وهمية في جزر بعيدة توصف بالجنّات الضريبية، حيث مستويات الضريبة متدنية للتهرّب من دفعها على الأرض الأوروبية. بهذه الكيفية، ينال اللاعبون ما يعرف "بحقوق استغلال صورتهم" في الإشارات أو غيرها من المعاملات في تلك الجزر البعيدة، قبل أن يعيدوها إلى البلدان التي ينشطون فيها، أو إلى سويسرا من خلال نقلها عبر حسابات بنكية متعددة.

من جانبها، سارعت النوادي الأوروبية المعنية على غرار ريال مدريد وباريس سان جيرمان، للتأكيد أن لا علاقة لها بهذه الممارسات، لأنها تخصّ بالأساس علاقة اللاعبين بالسبونسور، وأن أجور اللاعبين تخضع للضرائب بشكل عادي. إلا أن التسريبات لم تخصّ التهرّب الضريبي فحسب، فقد تضمنت بعض الطرائف التي أثارت استغراب الكثير من المختصين.

بالوتيلي، اللاعب الإيطالي المعروف بشغبه، تضمن عقده مع ليفربول الانكليزي بندًا عن نيله لمنحة في حالة التزامه بسلوك هادئ وعدم البصق على لاعبي الفرق المنافسة أو الحكام. من جانبه، ينال حارس فريق توتنهام الانكليزي منحةً عن لقاءاته مع فريقه حتى في حالة الخسارة.


القادم أخطر
التسريبات لم تصل إلى نهايتها. أعلنت صحيفة "ميديا بارت" أن القسم الثالث من التسريبات سيتضمن أمورًا أخطر تتعلّق بالدعارة في عالم كرة القدم، والاستغلال الجنسي للأطفال في النوادي الكروية وكذا تبييض أموال المافيا.

إذا ما صحّت هذه المعلومات، كيف سيكون تأثير هذه "الفضائح"على عشّاق الكرة المستديرة وعلى علاقتهم مع نجومهم، أم أن "الحب أعمى" مثلما يقال، ولن يغيّر هواة كرة القدم من ميولهم الكروية مهما بلغ حجم الصدمة؟

المساهمون