منذ أن حمّله الفيلسوف الألماني يورغن هابرماس بثقل مفاهيمي في منتصف القرن الماضي، بات "الفضاء العمومي" جزءاً أساسياً في النقاش الفلسفي، في نفس الوقت الذي شهد فيه - على أرض الواقع - تحوّلات كبرى عاشها في الغرب، وكذلك في المنطقة العربية ما فرض على المفهوم وما يحيط حوله من أفكار ونظريات مراجعات دائمة.
الفضاء العمومي هو محور اليوم الدراسي الذي يقام غداً في مدينة باتنة الجزائرية بمبادرة من "الجمعية الجزائرية للدراسات الفلسفية"، ويشارك فيه باحثون تتنوّع اختصاصاتهم بين الفلسفة وعلم الاجتماع والدراسات الثقافية وعلوم التربية.
تنقسم فعاليات اليوم الدراسي إلى جلستين، تبدوان إلى حدّ كبير مراوحة بين التناول الغربي (الفرنسي بالخصوص) للفضاء االعمومي ونظيره العربي. المحاضرة الأولى ستكون بعنوان "الفلسفة والفضاء الجامعي في العدسة الدريدية" لـ كريمة قبروج. ولن تبتعد المحاضرة الثانية عن نفس نموذج الفضاء العمومي حيث تتناول فايزة بغياني "الفلسفة والفضاء التربوي لدى بول ريكور".
بينما تقارب كلثوم بن عبد الرحمن "مفهوم ودور الفضاء العمومي عند بيار بورديو"، وبالاعتماد على هابرماس يحاضر سمير جواق حول "قضايا الإدماج وسؤال التعدّدية الثقافية"، ليسنتد محمد بومدين على نظريات إدغار موران لتبيان العلاقات بين تحقيق الذات وحركية الفضاء العمومي.
تهتم الجلسة الثانية بالانشغالات العربية بالمسألة، وهو ما نجده في محاضرة "الفلسفة وسؤال العيش المشترك" لـ سماح حبطة، وفيها تستند إلى أعمال المفكّر التونسي فتحي التريكي، في مقابل ارتكاز رقية بلعيدي على اشتغالات المغربي طه عبد الرحمن، وأم الفداء مالك على أعمال المصري حسن حنفي. فيما تعود سارة جديد إلى موران وتصوّراته التربوية، أما المحاضرة الختامية فتلقيها خولة بوعزيز بعنوان "جدلية الفكر الفلسفي والفضاء التربوي عند جون ديوي".