لا شك أنهما من نجوم الصف الأول في سورية، فمن لا يتذكره يسير في حارات مخيم جرمانا العشوائية؟ يتنقل بسكينه ويحز شواربه مهيباً كل من مرّ في الحارة. إنه "عبود" ابن الانتظار السوري، الصعلوك الذي اتكأ على السرقة مهنةً كي يساعد أولاد حارته الفقراء القابعين تحت وطأة عيش حكم عليهم ببساطة الأحلام، حد الحصول على رغيف الخبز.
أما هي؛ فمن ظهورها المبكر في مسلسل "الطير"، تمكنت من رسم خط خاص للنجومية استمر لربع قرن، حفرت فيه حضوراً واسعاً في كافة صنوف الدراما، من الكوميدي إلى التاريخي، فالبيئة الشامية، وصولاً إلى أن تكون صاحبة الحلم الضائع في "زهرة النرجس"، أو الأم المتمردة على نظام الزواج في "قلم حمرة"، وتجسد سورية بكامل أوجاعها في "غداً نلتقي".
حين يتقابل تيم حسن وكاريس بشار، يعني أن الجمهور سيرتقب ماذا يخبئ له نجمان لم يلتقيا من قبل في مشهد درامي واحد، وهنا تكمن صعوبة اللقاء في مسلسل "العميد"، بعدما يتصدر البطولة ممثلان سوريان معاً في كسر لحاجز الدراما المشتركة، فلم يقوَ المنتجان، فادي إسماعيل ومايا حبلى، على المغامرة في إنتاج مسلسل سوري العناصر بالكامل، بل اختارا جرف العمل لنطاق دراما مشتركة، صُوّرت في لبنان خلال الشهرين الماضيين على مدى عدة حلقات، انتهت لتصبح في اثنتي عشرة حلقة، كما صرح كاتب ومخرج العمل باسم السلكا في أولى تجاربه الإخراجية.
السلكا القادم من غمار "الهيبة"، يحاول تجسيد حلمه في الإخراج واقعاً خارجاً من عباءة المخرج سامر البرقاوي، بعد تعاون استمر لعدة سنوات، نتجت منه صياغة باسم السلكا لسيناريو ثانٍ وثالث من أجزاء مسلسل "الهيبة". ورغم النقد الشديد الذي تعرض له العمل في موسميه الأخيرين، إلا أن تيم حسن أعاد التشارك مع السلكا في مسلسل "العميد"، مسلماً إياه دفة الكتابة والإخراج معاً، في تجربة درامية لا تتكرر في المنطقة كثيراً، وتضع عرّابها في مجازفة كبيرة، كون الرؤية النصية التي يفرضها السيناريو كصنعَة تختلف عن الرؤية البصرية التي يشكلها المخرج بعينيه خلف الكاميرا.
بالمقابل، يدخل مسلسل "العميد" حقل الألغام بولوجه إلى أزمة اللجوء السوري في لبنان، يحاول الغوص لعرض خطوط من حياة اللاجئين، خصوصاً مع تزامن عرضه في فصل الشتاء، أقسى فصول العام على اللاجئين. ومن ناحية ثانية، يتطرق لقضية حساسة قد تقلب روح المتابعة المنتظرة لدى الجمهور إلى نفور شديد إذا ما فشل العمل في مقاربة وضع اللاجئين، من دون إساءة أو تهميش لوضعهم.
اقــرأ أيضاً
لم يعد المهم في المحصلة كيف سيظهر "جبل" بعد خروجه من عباءة "الهيبة" وكيف ستطلّ "وردة" بعد مغادرتها مركز الإيواء، بل كيف سيترجم اللقاء بين عميد سوري في جامعة لبنانية، وهذا لا يحدث إلا في المسلسلات، وبين كاتبة روايات ترقب الوضع بعينها الحساسة، وبينهما دراما متعثرة في تصويب بوصلتها نحو الاتجاه الصحيح وتمويل يفرض رؤية تتناسب مع أجندات الدول ونظرتها للوضع السوري الراهن. فأي لقاء انتظره جمهور الدراما السورية، ليأتي منقوصاً من روحه المحلية؟ بعيداً عن أجواء دمشق، قريباً وربما مطابقاً لخيالات صانعي "الهيبة"؟
أما هي؛ فمن ظهورها المبكر في مسلسل "الطير"، تمكنت من رسم خط خاص للنجومية استمر لربع قرن، حفرت فيه حضوراً واسعاً في كافة صنوف الدراما، من الكوميدي إلى التاريخي، فالبيئة الشامية، وصولاً إلى أن تكون صاحبة الحلم الضائع في "زهرة النرجس"، أو الأم المتمردة على نظام الزواج في "قلم حمرة"، وتجسد سورية بكامل أوجاعها في "غداً نلتقي".
حين يتقابل تيم حسن وكاريس بشار، يعني أن الجمهور سيرتقب ماذا يخبئ له نجمان لم يلتقيا من قبل في مشهد درامي واحد، وهنا تكمن صعوبة اللقاء في مسلسل "العميد"، بعدما يتصدر البطولة ممثلان سوريان معاً في كسر لحاجز الدراما المشتركة، فلم يقوَ المنتجان، فادي إسماعيل ومايا حبلى، على المغامرة في إنتاج مسلسل سوري العناصر بالكامل، بل اختارا جرف العمل لنطاق دراما مشتركة، صُوّرت في لبنان خلال الشهرين الماضيين على مدى عدة حلقات، انتهت لتصبح في اثنتي عشرة حلقة، كما صرح كاتب ومخرج العمل باسم السلكا في أولى تجاربه الإخراجية.
السلكا القادم من غمار "الهيبة"، يحاول تجسيد حلمه في الإخراج واقعاً خارجاً من عباءة المخرج سامر البرقاوي، بعد تعاون استمر لعدة سنوات، نتجت منه صياغة باسم السلكا لسيناريو ثانٍ وثالث من أجزاء مسلسل "الهيبة". ورغم النقد الشديد الذي تعرض له العمل في موسميه الأخيرين، إلا أن تيم حسن أعاد التشارك مع السلكا في مسلسل "العميد"، مسلماً إياه دفة الكتابة والإخراج معاً، في تجربة درامية لا تتكرر في المنطقة كثيراً، وتضع عرّابها في مجازفة كبيرة، كون الرؤية النصية التي يفرضها السيناريو كصنعَة تختلف عن الرؤية البصرية التي يشكلها المخرج بعينيه خلف الكاميرا.
بالمقابل، يدخل مسلسل "العميد" حقل الألغام بولوجه إلى أزمة اللجوء السوري في لبنان، يحاول الغوص لعرض خطوط من حياة اللاجئين، خصوصاً مع تزامن عرضه في فصل الشتاء، أقسى فصول العام على اللاجئين. ومن ناحية ثانية، يتطرق لقضية حساسة قد تقلب روح المتابعة المنتظرة لدى الجمهور إلى نفور شديد إذا ما فشل العمل في مقاربة وضع اللاجئين، من دون إساءة أو تهميش لوضعهم.
لم يعد المهم في المحصلة كيف سيظهر "جبل" بعد خروجه من عباءة "الهيبة" وكيف ستطلّ "وردة" بعد مغادرتها مركز الإيواء، بل كيف سيترجم اللقاء بين عميد سوري في جامعة لبنانية، وهذا لا يحدث إلا في المسلسلات، وبين كاتبة روايات ترقب الوضع بعينها الحساسة، وبينهما دراما متعثرة في تصويب بوصلتها نحو الاتجاه الصحيح وتمويل يفرض رؤية تتناسب مع أجندات الدول ونظرتها للوضع السوري الراهن. فأي لقاء انتظره جمهور الدراما السورية، ليأتي منقوصاً من روحه المحلية؟ بعيداً عن أجواء دمشق، قريباً وربما مطابقاً لخيالات صانعي "الهيبة"؟