طوّر العديد من الباحثين في العلوم الاجتماعية والفلسفة أفكاراً ونظريات حول نشوء المدن وتشكّلها العمراني منذ نهاية القرن التاسع عشر وبدايات القرن الماضي، ضمن محاولات عدّة لتفسير الأزمات الناجمة عن الطفرة الحضرية التي شهدتها أوروبا في تلك المرحلة.
تركّز الجدل على استحواذ الإنسان على الفضاء العام وتغييره، ما ساهم في تحوّلات كبرى في علاقات المجتمع وحركته، وبالتالي لم يعد هذ الإنسان مركزَ عمارته القائمة على حسابات السوق، وبرزت العديدة من التنظيرات التي تدعو إلى إعادة تنظيم المدن بطرق أكثر عدلاً من الناحية الاجتماعية والإيكولوجية.
"العمران الخطِر: الجندر والفقر واالعنف" عنوان سلسلة اللقاءات التي يقدّمها الباحث في التخطيط والتصميم الحضري في "جامعة نانجينغ" الصينية، شان يانغ، وتنطلق عند السادسة من مساء اليوم الخميس في "معهد القاهرة للفنون الحرّة والعلوم" بالعاصمة المصرية، وتتواصل لعشرة أسابيع.
يشير بيان المنظّمين إلى أنه "تمّ توليد المعرفة الحضرية من المدن الغربية، في حين أن المدن غير الغربية ليست جيدة إلا لوصف حالات النقص والغياب فيها، بهدف 'اللحاق بركب الغرب' من خلال تأسيس البنى التحتية وتحقيق الحداثة الحضرية".
وتطرح اللقاءات تساؤلات مثل: ما العلاقة بين رأس المال العالمي والاستثمارات الضخمة لبناء مدن عالمية، ومنه رؤوس الأموال الجديدة في مصر؟ وما هي احتمالات الحياة في أطراف المدن حيث تنهار البنية التحتية باستمرار؟ وما الصلة بين الفضاء الداخلي للمدينة بوصفه مشهداً للعرض وبين الفقر المريع في بقية المدينة؟ وكيف يمكننا أن نقرأ تجارب العنف في المناطق الحضرية، وانعدام الأمن، والفصل على أساس جندري؟
كما يناقش يانغ التمدن النيوليبرالي المعاصر مع تركيز خاص على الجنوب من خلال التشكيك في الأطر المفاهيمية الحديثة التي خلّفها الاستعمار في مجال الدراسات الحضرية، ويقترح إعادة التفكير في الصلات الوثيقة التي تنشأ بين تطور الرأسمالية والتحضر.
وتستكشف الندوات عمليات إعادة التشكيل الجارية في المناطق الحضرية كمختبر اجتماعي، ومنها مواضيع ذات صلة بالجندر، والعنصرية، والتراتبية الطبقية، والسكن، والمكان، والشبكات الجتماعية، وطرق العيش، والسلطة، والعنف، والحركات الاجتماعية الناشئة من طبيعة الحياة اليومية.
تحمل سلسلة اللقاءات العناوين التالية: مصر المعاصرة، والتحضر النيوليبرالي، والتحضر الأفريقي، والمختبر الاجتماعي النيوليبرالي، والسياسات غير الرسمية، وانعدام الأمن والخوف والعسكرة، والبنية التحتية، والأزمة والحراكات.