"العرب والصين": مؤتمر على طريق الحرير

29 نوفمبر 2015
(قبلاي خان في الصيد، حبر صيني على ورق)
+ الخط -

من الواضح أن علاقات العرب مع مكوّنات العالم ظلت محكومة بالأساس بما كانت عليه في مرحلة الاستعمار، رغم استقلال الدول، وفي مرحلة الحرب الباردة، رغم انتهائها بسقوط جدار برلين. فالدائرة الفرنسية والبريطانية من جهة، ثم الدائرة الأميركية والروسية من أخرى، لا تزال تحجب متغيرات القوى الصاعدة في عالم اليوم، حتى أن الصعود الصيني (وكذلك الهندي أو البرازيلي) لا يجد من العرب انفتاحاً بالشكل المطلوب.

لعل محاولة فهم العوائق التي تحول دون انفتاح العرب على الصين، هو ما دفع "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات" إلى الدعوة مؤخراً إلى عقد مؤتمر، منتصف السنة المقبلة، حول "العرب والصين" ضمن سلسلة مؤتمرات "العرب والعالم".

وحسب الإعلان الذي تضمنه موقع "المركز العربي" فإن المؤتمر يسعى إلى "تجاوز الجوانب الاقتصادية والتجارية التي تكاد تكون الصفة الغالبة على العلاقات العربية - الصينية حتى الآن"، حيث يدعو المركز الباحثين المشاركين إلى تقديم ملامح أخرى جديدة بدأت تظهر في السنوات الأخيرة مع تزايد اعتماد الصين على مصادر الطاقة من نفط وغاز لرفد نموّها الاقتصادي المستمر، وذلك بالتزامن مع إعادة تموضع أميركي تجاه الصين والمنطقة العربية على السواء.

وتمثّل مبادرة "بناء الحزام والطريق" التي أطلقتها الصين في عام 2013، لإحياء طريق الحرير القديمة وطريق الحرير البحرية، وتشغل المنطقة العربية حيزاً هماماً في تنفيذها، مناسبةً للبحث في سبل النهوض بالعلاقات العربية - الصينية في إطار تنويع الشراكات بين العرب والقوى الصاعدة في العالم، بدلاً من الاستمرار في الاعتماد المفرط على الغرب في مجالات سياسية واقتصادية وأمنية متنوعة.

وقد أعلن المركز أنه سيستقبل مقترحات الأوراق في مشاريع محاور المؤتمر ضمن معايير النشر المعتمدة خلال مدَّة أقصاها 2 كانون الأول / ديسمبر 2015، على أن يجريَ تسليم البحوث مكتملةً في أمدٍ أقصاه 3 نيسان / أبريل 2016.


اقرأ أيضاً: بضاعة صينية مفقودة

المساهمون