كتبت النجاة للشاب أحمد عمر، وعمره 32 عاماً، بعد إيداعه في أحد السجون التابعة لتنظيم "الدولة الإسلامية"، وظل فيه نحو ثلاثة أشهر، قبل أن يقوم التنظيم بإطلاق سراحه مخلفاً ندوباً وحفرا ًفي الظهر والصدر.
يحكي عمر في تصريحات خاصة لـ"العربي الجديد": "كانت تهمتي التجارة بالسجائر، وكنت وضعيتي أفضل بالمقارنة مع غيري، لكن الآخرين ممن تهمُهم العمالة أو "الردة" فلم يكونوا إلا على قائمة انتظار طويلة من الذين سيتم قتلهم".
ويضيف: "أكثر ما يرعب في السجن أن يأتي أحدهم إليك ويسألك بهمس: يعني قطع الرأس يؤذي أكثر من الرصاص؟ والمشكلة في السائل أنه يعلم جيدا أن أحدا منا لم يجرب من قبل قطع رأسه، لكنه يعود، مرة أخرى، ويسأل بهستيريا مرعبة: "أعرف أعرف أنك لا تعرف، لكن ماذا تعتقد؟ ماذا تتوقع؟"، ثم يذهب إلى الآخر ويسأل السؤال نفسه، ويبقى على هذا الحال حتى يفتح باب السجن ويسحب من ياقة قميصه، ولا نسمع سوى صيحة واحدة، بعدها تنتهي سلسلة أسئلته التي استمرت لأيام".
وتقدر مصادر أمنية عراقية في بغداد أن يكون عدد المعتقلين لدى التنظيم بنحو 5 آلاف شخص في الموصل وحدها.
وقد أطلق "داعش"، أخيرا، سراح الذين اعتقلهم بسبب تجارة السجائر أو المشاجرة أو عدم الصلاة، فيما أعدم غالبية المتهمين بالتعاون مع الحكومة أو قوات الأمن، كما نقل آخرين معه إلى ساحل الموصل الأيمن.
وقال العقيد محمد الراوي، لـ"العربي الجديد" إن هذا السجن واحد من أصل 30 سجنا تنتشر في الساحل الأيسر للموصل بأشكال وأحجام مختلفة، مشيرا إلى أن "غالبية من دخله تم تصفيتهم مع الأسف".
وكشف العقيد بالجيش العراقي أن هناك سجونا أخرى خاصة بأفراد التنظيم أنفسهم.
ويظهر الفيديو طبيعة السجن من الداخل، وأسماء وسجلات وكتبا دينية كان يفرض على السجناء قراءتها.