"العراب" يعيد الغائبين

07 ابريل 2015
المثنى صبح يتوسط فنانتين (العربي الجديد)
+ الخط -
اتضحت مسارات كاميرات المخرج المثنى صبح في دمشق التي ستجول في ثلاثة بلدان عربية، وربما تمتد إلى إحدى الدول الأوروبية لتصوير مسلسله "العراب"، عن نص كتبه حازم سليمان، فيما اكتملت لائحة نجومه من لبنان وسورية.

يقدّم مسلسل "العراب" بوصفه نسخة تلفزيونية عن رواية "ماريو بوزو" الشهيرة "العراب"، التي سبق وقام المخرج فرانسيس فورد كوبولا بنقلها إلى السينما في واحد من أعظم الأفلام في السينما العالمية. وتقديم أكثر من مقترح درامي لأصل روائي أو مسرحي واحد، أمر معتاد، ولكنّه بطبيعة الحال لا بدّ من دخول أي مقترح قديم في نفق المقارنة مع ما سبقه، وهو المسار الحتمي الذي لا بد للمسلسل السوري سلوكه وعليه ألّا يستهين بما سبقه من مقترحات. إذ سيقارن مع أثرين مهمين في الأدب والسينما، هما الرواية والفيلم، يضاف إليهما مقترح تلفزيوني سوري ثان مستوحى من الرواية ذاتها تحت اسم "سفينة نوح"، من تأليف رافي وهبي وإخراج حاتم علي.

ويبدو أنّ "سفينة روح" عمق من مأزق التحدي الذي يواجهه "العراب" السوري، الأمر الذي اقتضى بالضرورة رسم خارطة طريق لتنفيذه بميزانية ضخمة، تبدو في ما عرف من ملامحها، أنها تجاوزت كثيراً من الأسئلة المبهمة التي كنا نتوجس خيفة منها، عند الإعلان عن نية تنفيذ المسلسل.

أبرز تلك الأسئلة كان عن أي من نجوم سورية اليوم سيقدم في المسلسل، الشخصيات الموازية في الفيلم، والتي أدّاها نجوم كبار في مقدمتهم مارلون براندو، وآل باتشينو. السؤال بدا ملحاً مع عزوف كثير من نجوم الصف الأول السوريين عن العمل في سورية، لأسباب عديدة أهمها الوضع الأمني. إلاّ أنّ الشركة المنتجة، استطاعت على ما يبدو إقناع الكثيرين منهم بالعدول عن ذلك.

فها هي الفنانة سلافة معمار، تقف أمام كاميرا المثنى صبح في دمشق، بعد أن كانت حتى وقت قريب تعتذر عن أي عمل يصوّر في سورية. وبالمثل، وجد الفنان عابد فهد هذا العام ضمن جدول ارتباطاته بما اصطلح عليها دراما "بان آراب" (Pan Arab)، مكاناً لمسلسل سوري. ويلتحق الفنان قصي خولي بأسرة العمل بعد أن غاب العام الفائت عن الدراما السورية.

قبل النجوم الثلاثة، كان الفنانان سلوم حداد ونسرين طافش عادا إلى العمل في دمشق قبل عدة أشهر من خلال مسلسل "في ظروف غامضة"، وإلى جانب هؤلاء سيشارك ما يزيد على 50 نجماً من سورية، منهم، عبد المنعم عمايري، كندا حنّا، سليم صبري، سامر إسماعيل، محمد حداقي، ومن لبنان، منهم الفنان رفيق علي أحمد.

حشد هذا العدد الكبير من نجوم سورية، ما كان ليتم لولا قرار صناع العمل بالتصوير في أماكن متعددة بدءاً من دمشق فبيروت، وأبو ظبي، حيث سيتم تصوير معظم مشاهد العمل بالتعاون مع "Two Four 54" الإماراتية.

حكاية العمل تدور من أواخر خمسينيات القرن الفائت وتنتهي قُبيل العام 2010. وتتناول قصة حياة "مختار" خرج من بقعة الفقر ليبني إمبراطورية من المال والسلطة، والباحث في الوقت عينه، عن الانتقام لعائلته المقتولة، وبالغالب سيتم "تشويم" الحكاية من دون البحث في إسقاطاتها الواقعية.
المساهمون