"السيدة شكسبير": حيل مسرحية لبناء سيرة

09 يوليو 2019
(من المسرحية)
+ الخط -

إذا كانت نصوص وشخصيات وعوالم شكسبير تشكّل مادة رئيسية لطَيف واسع من الأعمال المسرحية، فإن سيرته لم تحظ بنفس القدر من الاستثمار الفنّي، ربما لكونها غير موثّقة بشكل كاف أو لأن الشخصيات الشكسبيرية متقنة التركيب مثل الملك لير وهاملت وريتشارد الثالث وليدي ماكبث قد حجبت شخصية مؤلفّها.

لكن، حين يحضر شكسبير على الخشبة كشخصية مسرحية فإنه لا يقل إثارة عن هؤلاء، وهو ما نجده في حبكة مسرحية "السيدة شكسبير" التي تنطلق عروضها اليوم في "مسرح الإيطاليين" في باريس وتتواصل حتى 28 من الشهر الجاري.

العمل من إخراج ثنائي لـ بنجامين دوسو وجولي كريغو، وهو يستند إلى نص وضعته الكاتبة المسرحية الرومانية أنكا فيداي (1954) في 2004، وهي التي اختارت مثل كثير من مثقفي بلدها، أبرزهم أوجين يونسكو وإميل سيوران، اللسانَ الفرنسي كأداة للتعبير الفنّي والفكري. يُذكَر هنا أن الكتابة السيرية ليست عارضة لدى فيداي؛ فقد قدّمت أعمالاً أخرى في هذا الإطار، لكن ليس في شكل مسرحيات، بل أقرب إلى الجنس الروائي، مثل: "أورسون ويليس"، و"أنوي.. سيرة"، و"الآنسة شانيل".

تنطلق المسرحية من وصول شكسبير (أداء تيدي بوغار) إلى لندن سنة 1585، حيث سيقيم في بنسيون صغير. هناك سيجد صعوبة في اختراق العالم الفنّي في المدينة الكبيرة، فيملأ وقته بمراسلة زوجته آن هاثوي (أداء: كارولين كريستوفولي)، والتي تبدو الشخصية الرئيسية والفاعلة في العمل أكثر من شكسبير.

من خلال هذه المراسلات، ترسم فيداي سيرة صاحب "تاجر البندقية"، حيث يبدو شكسبير في البداية مرتبكاً وتائهاً وصولاً إلى التفكير في العودة إلى بلدته والانقطاع عن مشروعه المسرحي، ثم وبتتابع الرسائل المتبادلة يبدأ في المسك بمسارات حياته بمساعدة زوجته التي ستؤدّي خلال مشاهد المسرحية عدداً من شخصياته ضمن نقاشات حولها.

دلالات
المساهمون