و"الضامة" من الألعاب المنتشرة في الوسط الجزائري، يمارسها الشباب والكهول بدعوى التغلب على الفراغ أو "تضييع الوقت"، ويراها البعض كالمغناطيس، تحاول التخلص منها إلا أنها تسحبك مجدداً، هكذا يقول بعض من احترفوا اللعبة حتى صارت ضمن يومياتهم، وفي شهر رمضان تعتبر اللعبة الأكثر إقبالا من مختلف الفئات.
يطلق البعض عليها لعبة "المتقاعدين"، خصوصا أن هؤلاء يلعبون طوال اليوم في المقاهي الشعبية، ليأخذوا مكاناً أو في الساحات، بل صاروا يتنافسون، وكثيراً ما تسمع أحدهم يقول "سنحضر مقابلة".
واللافت خلال اللعب أن كثيرين تتعالى أصواتهم بالصياح أحياناً، وبالضحك والتهكم أحياناً أخرى، مثلما يقول بوعلام الرادي، لـ"العربي الجديد"، والذي يفتخر أنه صار "نجم الضامة"، وهو مشهور بين أصدقائه بأنه اللاعب الذي لا يعرف الخسارة.
ويقول كثيرون إن "الدومينو" منتشرة بين أصدقاء أو جيران تعودوا على ممارستها في أوقات متفاوتة، فالفترة الصباحية غالباً للمتقاعدين، والفترة المسائية غالباً للشباب العاطل عن العمل، أما الفترة الليلية فهي للشباب العامل باعتبارها "متنفساً لهم بعد عناء يوم كامل من الشغل"، على حد تعبير الرادي، الذي يضيف أنها انتشرت في أوساط الكهول بشكل منقطع النظير لأنهم لا يجدون متنفسا غيرها مقارنة بالشباب الذين يفضلون لعب كرة القدم أو مشاهدة مبارياتها.
ويمارس البعض "الدومينو" لمجرد الترفيه، فيما أصبحت اللعبة بالنسبة للبعض إدماناً مثل القهوة والسجائر. يقول نعيم (32 سنة) لـ"العربي الجديد"، إن اللعبة "تسري في جسد البعض كما يسري الدم في العروق".
لكن فئة أخرى من الشباب العاطل عن العمل تعتبر "الدومينو" مهربا تلجأ إليه. يقول مهدي ساحل (34 سنة) لـ"العربي الجديد"، "أنا ألعب للهروب من الكسل ولتضييع الوقت، حيث أقضي وقتي بين المقهى واللعبة، إلى حين إيجاد فرصة للعمل"، فيما كشف زميل له عن أن "الضامة ملهاة للشيوخ والشباب، ولا فارق بين من يمارسونها في السن، فإن أمسكت بك لن تتركك".
وللعبة شعبية كبيرة عند ممارسيها، لكنها تملك جمهورا أيضا، فهناك من يلعب، وهناك من يحرصون على مشاهدة اللاعبين ويشجعون طرفا على آخر، حسب قول نورالدين لـ"العربي الجديد".