تدفع بوادر فشل الهدنة في سورية، إلى ازدياد الحديث عن الخطة البديلة، سواء عبر تصريحات كبار السياسيين، أم من خلال ما يرد على لسان المحللين والذين يرى البعض منهم أن كل هذا الحديث، لا رصيد له عملياً، وإنما هدفه ممارسة الضغوط على روسيا لاحترام الهدنة، وإلزام حليفها رئيس النظام بشار الأسد القبول بالتسوية السياسية. والحديث عن خطة بديلة، أو ما بات يعرف بـ"الخطة ب"، ردده وزير الخارجية السعودي عادل الجبير في مناسبات عديدة، لكنه أخذ صدى أكبر حين ورد أخيراً على لسان وزير الخارجية الأميركي جون كيري الذي لم يفصح عن عناصر هذه الخطة، لكنه قال إنها سوف تستغرق من شهر إلى شهرين حتى تكون جاهزة.
وبعدما عاود الجبير الحديث عن خطة بديلة في حال انهيار الهدنة الحالية، بدأت تتدفق تصوّرات عديدة لعناصر هذه الخطة، وهل هي نفسها التي يعنيها كيري، أم لكل منهما خطة مختلفة، في وقت يدور فيه حديث عن خطط مماثلة أيضاً لدى الأطراف الأخرى بما فيها إيران والنظام السوري.
وتذهب بعض التحليلات إلى أن الخطة البديلة ستتجه في المحصلة نحو خيار التقسيم، أقله كأمر واقع، إذ سيجري على نحو ما الاعتراف بسيطرة القوى الرئيسية على مناطق نفوذها الراهنة، بحيث تكون "سورية المفيدة" من حصة نظام بشار الأسد، وسورية الداخل تتنازعها المعارضة المسلحة مع تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، والمنطقة الحدودية مع تركيا تكون من نصيب الأكراد.
اقرأ أيضاً: المعارضة:"الهدنة" تواجه الإلغاء الكامل و"الأطلسي" قلق من الحشد الروسي
ويصب تصريح نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، أمس الاثنين بهذا المعنى، إذ عبّر عن أمل موسكو بأن يتوصل المشاركون في المفاوضات السورية إلى فكرة إنشاء جمهورية فيدرالية. وكان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، حذر الأحد الماضي من مخططات لتقسيم سورية إلى ثلاث مناطق، مؤكداً أن بلاده لن تسمح بإقامة دويلة في اللاذقية، كما أنها لن تسمح بإقامة ممر في شمال سورية على يد مليشيات وحدات حماية الشعب الكردية، وحزب الاتحاد الديمقراطي. فيما نقلت صحيفة "يني شفق "التركية عن محللين أتراك قولهم إن خطة تقسيم سورية هي خطة إسرائيلية، توافق عليها الولايات المتحدة وروسيا. أما الجبير، فكان قد نفى بشكل متكرر نيّة بلاده التدخل برياً في سورية بشكل أحادي، وأن أي تدخل سيكون ضمن إطار التحالف الدولي لمحاربة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).
ويرى عضو القيادة العسكرية للمنطقة الجنوبية في المعارضة السورية، أيمن العاسمي، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن الولايات المتحدة سوف تدعم مضطرة تدخّلاً برياً "إسلامياً" على رأسه السعودية وتركيا.
ويكشف العاسمي أن ثمة تحضيرات على الأرض باتت جاهزة لترجمة هذا الخيار، إذ يتجمع آلاف الجنود الأردنيين والسعوديين في الأردن تمهيداً للدخول إلى سورية، بموافقة أميركية، وذلك بعد انهيار الهدنة الحالية، وهو أمر متوقع الإعلان عنه في غضون عشرة أيام، أي بعد انتهاء مهلة الأسبوعين التي حددتها المعارضة لاختبار هذه الهدنة. ويعتبر أن لروسيا مشروعاً مختلفاً في سورية عن إيران التي تضع كل رهاناتها على نظام الأسد، خلافاً لروسيا التي تتطلع لبقاء "مؤسسات الدولة" بغض النظر عن وجود أو عدم وجود عائلة الأسد في الحكم. أما الخطة الأميركية البديلة، فقد توقّع المستشار العسكري الأميركي والقيادي السابق في حلف شمال الأطلسي، جايمس ستافريديس، أن تتضمن عملاً برياً بمعزل عن روسيا، ولم يستبعد في لقاء أجراه مع قناة "سي إن إن" أن تتضمن أيضاً في مرحلة من المراحل إقامة منطقة حظر للطيران في منطقة آمنة يمكن فيها بناء "مُعارَضة معتدلة". وتابع قائلاً: "على الأغلب ستتضمن هذه الخطة الأردن، وربما قوات برية أردنية، أنا متأكد أن هذا الحديث جرى بين الرئيس الأميركي وملك الأردن".
اقرأ أيضاً: الخارجية الروسية: نأمل في إقامة جمهورية فيدرالية بسورية