"الثنائي المثالي": الفن بين الأم وابنها

07 اغسطس 2019
(مقطع من عمل لأحمد الجفيري، من المعرض)
+ الخط -
اشتهر في تاريخ الفن عدد من العائلات التي تأثّر فيها الابن أو الابنة بوالده الفنان أو والدته الفنانة، مثل الرسامة الفرنسية لويز مويلون (1610 – 1696) التي تأثرت بأبيها نيكولاس مويلون (1555 -1619)، والفنانة المكسيكية فريدا كالو (1907 – 1954) التي نشأت في بيت والدها الفوتوغرافي وليام كالو (1871 – 1941).

عربياً، اجتمعت الفنانة والشاعرة اللبناينة لورا غريب وابنها الفنان مازن كرباج في تجربة مشتركة في الرسم استمرت لأعوام، وكذلك الفنان القطري أحمد الجفيري الذي يشارك والدته الفنانة هنادي العثمان في معرض بعنوان "الثنائي المثالي"، افتتح في غاليري "آرت 29" في الدوحة نهاية الشهر الماضي، ويتواصل حتى السابع والعشرين من الشهر الجاري.

يستكشف المعرض الروابط الموجودة بين الأم والابن، والمستوحاة من الثقافة والتاريخ، عبر عشرين عملاً مستنداً إلى وسائط فنية مختلفة مثل المنحوتات، والمطبوعات الرقمية، إضافة إلى الرسومات ثلاثية الأبعاد واللوحات الزيتية والأكريليك.

من أعمال هنادي العثمانوعكست أعمال العثمان عن المرأة من خلال اختيارها للاحتفال بالنساء في لوحات زاهية الألوان ومفعمة بالحياة والحيوية، مثل سلسلة اللوحات بعنوان "اعتقدت أنها تستطيع.. ففعلت!"، في أول معرض تشارك فيه رغم أنها بدأت ممارسة الفن منذ فترة طويلة.

الجفيري من الفنانين الشباب الذي يحملون رؤى تجريبية، حيث شارك العام الماضي في الدورة الخامسة من برنامج الإقامة التي تنظّمها "متاحف قطر" واحتضنتها "المدينة الدولية للفنون" في باريس، وقدّم تأملاته في عاصمة الأنوار من خلال معرض أقيم في أيلول/ سبتمبر المقبل.

وتركّز الأعمال التي عرضها على إبراز مناطق الجمال في الأشياء التي ينقصها الكمال، حيث تتعامل مع مفهومي الجمال والكمال بوصفهما تعبيراً عن مصطلحين نسبيين، كما تتناول مفهوم الحرية وموضوع القبول المجتمعي، مدفوعاً باهتمامه بالسمات الفردية التي تميّز كل شخص عن الآخر، إذ يرى أن التفرّد عنصر رئيسي للتوصّل إلى ابتكارات جميلة.

كما يبحث الفنان في أعماله عن تتداخل عناصر حلمية بأخرى محسوسة من الواقع في تكوين واحد، أو في مقاربته لكل ما نستهلكه بوصفه مادة للفن من خلال إعادة النظر في حضورها الطاغي في حياتنا لتنكسر الحواجز بين ما هو فني وما هو استهلاكي.

المساهمون